برزت تجربة المملكة في محاربة الإرهاب والفكر الظلامي كنموذج يُحتذى به في دول العالم، التي رأت أن المملكة نجحت في التصدي لهذه الظاهرة، والقضاء عليها بأسلوب السهل الممتنع، عبر دراسة المشكلة من جذورها أولاً، وإيجاد حلول لها ثانياً، إيماناً من المملكة وقادتها أن الإرهاب هو نتيجة فكر منحرف، ولابد من مواجهة الفكر بفكر مضاد له.
وسيكون لتجربة المملكة في محاربة الإرهاب نصيبها الوافر في فعاليات اجتماع مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا والعالم الإسلامي"، الذي انطلق اليوم، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود؛ تحت شعار "الحوار وآفاق التعاون".
وتضم المجموعة 33 شخصية حكومية وعامة من 27 دولة إسلامية، بمن في ذلك رؤساء وزراء سابقون، ووزراء خارجية سابقون، والعديد من الشخصيات الدينية من العالم الإسلامي.
وينطلق هذا الاجتماع في إطار مساعي روسيا لتعزيز علاقاتها بالعالم الإسلامي، في ظل مبادرة المملكة للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتستضيف الاجتماع للمرة الثانية بعد أن استضافت دورته الرابعة في جدة عام 2008.
حدود المملكة
وكان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز دور كبير ومحوري في محاربة الإرهاب الذي ظهر في المملكة في وقت سابق، وذلك باتباع أفضل الأساليب العلمية التي تفضي إلى نجاح تلك الجهود، ويستمر دور خادم الحرمين، متجاوزاً حدود المملكة إلى حدود العالم.
وتجسد هذا الأمر، عندما رعى المؤتمر العالمي لمكافحة الإرهاب، الذي تنظمه الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وفي هذا المؤتمر، تناوب المشاركون على إظهار سماحة الدين الإسلامي، وتوضيح رسالته السامية في تعزيز التسامح والتعاون بين شعوب الأرض، بصرف النظر على العرق والدين والمذهب، واللون، وأهمية مد يد العون والمساعدة لكل ما من شأنه تحقيق أمن الإنسان وسلامة المجتمعات.
ويتذكر العالم حديث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمام أعمال الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة عندما قال: "إن تحقيق النجاح في المعركة ضد الإرهاب والتطرف يتطلب تكثيف الجهود المشتركة من خلال مواجهة هذا التحدي بشكل شامل يتناول مكافحة تمويل الإرهاب، والفكر المتطرف".
المركز الدولي
وفي المؤتمر ذاته، كانت المملكة حريصة على تأكيد موقفها الحازم في مكافحة ودحر الإرهاب أينما وُجِد، عبر تجفيف منابعه، وتوعية الجميع بأهمية اتباع الفكر المعتدل الوسطي، بعيداً عن الغلو والتطرف الذي يدمر الدول، ويطيح بمقدراتها.
ويأتي دور الملك سلمان في الحرب على الإرهاب، امتداداً لدور حكومات المملكة المتعاقبة في هذا الشأن، إذ يحسب للمملكة أنها لعبت دوراً بنّاءً، عبر إنشاء المركز الدولي لمكافحة الإرهاب بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، واستضافة عدد المؤتمرات والاجتماعات التي تؤكد على أهمية التآخي بين الشعوب.
وبجانب تفعيل الفكر المضاد، لمحاربة الفكر الظلامي، اعتمدت المملكة على تفعيل الضربات الاستباقية المتتالية للإرهابيين، وهو ما أكد إصرار الحكومة القوي على دحر الإرهاب ومخططاته قبل أن تكتمل، وبذلت المملكة في هذا المسار جهوداً بارزة، وانتصارات نوعية متتالية، وتجلت بوضوح في كشف ألاعيب الإرهابيين وفضح الدول التي تدعمهم وترعاهم.
تجربة المملكة
وتقدم المملكة في مؤتمر اليوم تجربتها في محاربة الإرهاب ومكافحة، وستبين للعالم كيف نجحت في هذا التحدي، ومعالجة أسبابه والتصدي لظواهره، والحد من خطر تغلغله في المجتمع عبر الإصلاحات الدينية والاجتماعية والتعليمية التي تبنتها في إطار رؤية المملكة 2030، وتأتي استضافة المملكة للاجتماع في إطار العلاقات الاستراتيجية بين المملكة وروسيا والتي تشهد هذا العام ذكرى مرور 95 عامًا على بدايتها.