أعرب أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر "آركو" الدكتور صالح بن حمد التويجري، عن أمنياته لعقد المزيد من الشراكات الناجحة لخدمة ضحايا الكوارث والأزمات الإنسانية في المنطقة العربية.
وقال الدكتور التويجري في كلمةٍ عقب أن افتتحت لولوة بنت راشد الخاطر وزيرة الدولة للتعاون الدولي في قطر برعاية الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية بدولة قطر اجتماع الهيئة العامة للمنظمة العربية في دورتها 47 التي تستضيفها دولة قطر: يتكرر اللقاء في دوحة الخير والعطاء ، لنخبة متميزة من قيادات العمل في ميدان الإنسانية ، وصدى .. إستغاثة ضحايا الكوارث يطرق مسامعنا ويعصر قلوبنا ، ويحرك مشاعرنا ، أطفالٌ جوعى وأمهات ثكلى ، وجرحى أجساد وجرحى أفئدة . نعيش في إقليم أصبحت كثير من دولهِ هذا اليوم مركز تصدير أو استقبال لجوء، وميادين للنزوح، بحثاً عن حياة آمنة . تحت وطأة النزاعات المسلحة، وكوارث طبيعية متنوعة ، أدت الى النزوح وتدني مستويات المعيشة ، وما نتج عنها من أمراض وانتشار للأوبئة ، وفقر وتدني في فرص ومستويات التعليم للأجيال الصغيرة والشابة من الجنسين، وتراجعت مستويات التنمية، وتعطلت كثير من برامجها ومشروعاتها.
وأضاف: كما أثرت جائحة كورونا فأوهنت اقتصاد الدول ، ومدخولات القطاع الخاص بمختلف مؤسساته التجارية ،كما أن الحرب الروسية الأوكرانية ، أحدثت نقصاً في إمدادات الغذاء والطاقة، فارتفعت أسعار المواد التموينية الأساسية ، مع تراجع في فرص العمل . وتأتي التغيرات المناخية وما ينتج عنها من كوارث، ازدادت في حدتها ووتيرة حدوثها. أدى هذا إلى تفاقم أزمة النزوح واللجوء والتنافس على مصادر الغذاء والماء والدواء . فالعالم العربي صدر مايقارب 30 مليون لاجئ، وعلى أرضه ما يقارب 55 مليون نازح . معضلات إنسانية تراكمت على مدى عقود كانت أولها الأزمة الإنسانية للشعب الفلسطيني التي بدأت عام 1948 .
وتابع : اليوم وقد شاءت إرادة الله أن نحمل على أعتاقنا أمانة التخفيف من التأثيرات الإنسانية على ضحايا هذه الكوارث الإنسانية, فإن علينا السعي الحثيث الجاد للتخفيف من المعاناة الإنسانية ، وبناء شراكات فيما بيننا أعضاء الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر ، وعقد شراكات مع بقية الفاعلين في ميدان الإنسانية من المنظمات والهيئات الحكومية وغير الحكومية.
وأوضح: وقد سعينا في الأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر على تعزيز العمل مع شركائنا في الإنسانية ، لتطوير وبناء القدرات والاستجابة للنداءات الاستغاثية ، وعملنا على تعزيز العلاقة مع الحكومات بحكم امتلاكها النظم والإجراءات لتسهيل مهمتنا ، وبحكم شراكتنا معها في مسؤولية توفير الخدمة الإنسانية استناداً الى الاتفاقيات والمعاهدات الدولية والتي من أبرزها اتفاقيات جنيف الأربع 1949 والبروتوكولات الثلاثة الملحقة بها. ويحدونا الأمل الى شراكات ناجحة ذات أثر ملموس على أرض الواقع لخدمة ضحايا الكوارث والأزمات الإنسانية.
وأشار إلى أن حكومات عربية وغير عربية ومؤسسات حكومية وغير حكومية استجابت إلى النداءات الإنسانية ، إلا أن الحاجة تفوق ما تم تقديمه ، ولا يسعني هنا أن أعبر باسم المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر عن عظيم الشكر والتقدير لكل من عاضد العمل الإنساني الذي نقدمه وساهم معنا في تخفيف المعاناة الإنسانية ، مسجلاً فخر الأمانة العامة للمنظمة العربية بأعضائها من الهيئات والجمعيات الوطنية التي بادرت الى تقديم مساعدات إنسانية عاجلة وبناء شراكات لمشروعات وبرامج تحقيق التنمية المستدامة في الدول التي تعرضت للكوارث.
وختم كلمته بالشكر الجزيل إلى حكومة المملكة على استضافتها ورعايتها الكاملة للأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر ، مما مكنها من أداء رسالتها وممارسة مهامها . كما عبر عن الشكر لهيئة الهلال الأحمر السعودي على استضافتها ورئاستها للدورة 46 للهيئة العامة للمنظمة ، ودعمها المتواصل للأمانة العامة للمنظمة ، وشكر لحكومة دولة قطر على تسهيل مهمة عقد الدورة الحالية 47 للهيئة العامة للمنظمة ، ولجمعية الهلال الأحمر القطري على استضافة هذه الدورة ، وحسن تنظيم الاجتماع وتوفير كل متطلباته ، وعلى بشاشة الاستقبال وكرم الضيافة.
وكانت لولوة بنت راشد الخاطر وزيرة الدولة للتعاون الدولي في قطر افتتحت اجتماعات الهيئة العامة بكلمة رحبت فيها بالحضور؛ وأكدت على اهتمام دولة قطر بالعمل الإنساني ، كما افتتحت معرض "انسانية فنان" والذي نظمهُ "آركو" وضم 47 لوحة فنية تشكيلية نفذها عدد من الفنانين التشكيليين العرب ، تعكس ما تعانيه بعض الدول العربية من صراعات ومآس.