لو سافرت إلى كل دول العالم واختلطت بكل شباب الكرة الأرضية فلن تجد مثل الشاب السعودي في قيمه وأخلاقه ومعدنه الأصيل وفكره وعلمه وحبه لدينه ووطنه وغيرته على سمعته.
هذه الإيجابية والمزايا لم نعطها حقها من الاهتمام ولم نولها قدرها من الرعاية والتنمية لها وتعزيزها، فتركنا الشاب السعودي يواجه التحديات لوحده وتعلن عليه الحروب الخفية في غفلته وتمارس عليه الضغوط دون أن يجد من يرشده ويعينه، فتلاشت هذه المزايا أو غيبت أو انهارت عند البعض أمام كل ما يواجهه من تحديات كبرى .
إن كثيرا من الشباب السعودي يواجه تحديات كبيرة أخلاقياً وقيمياً وثقافياً وتربوياً بل وعقائدياً، وللأسف ليس هناك من يفكر معه ويثقفه أو يدعمه، فالمتوفر من برامج هي برامج نخبوية تغرد خارج السرب أو برامج لا تخدم الثقافة الشبابية ولا تهدف لعلم ولكنها برامج ترفيه شبابية أقل ما يقال عنها أنها تهدم ولا تخدم. أو برامج عشوائية وقتية وغير مؤثرة.
إن من يغار على وطنه وشبابه المتميز فلا بد له أن يستشعر المخاطر بل والمهالك التي تواجه الشباب وتميزه.. ولا بد له أن يتمنى ولو بالتمني أن يعاد النظر في البرامج والرعاية والتنظيم لبرامج الشباب وأن تكون برامج شمولية تتناسب وحجم فئة الشباب بالمملكة وتتوافق وقيمنا وعاداتتا وتقاليدنا ورؤيتنا الوطنية.
وإن من أفضل ما يمكن اقتراحه والدعوة له هو إنشاء هيئة أو لجنة وطنية لدعم الشباب تضم جميع الوزارات والهيئات المهتمة وتؤسس وتنظم عملا وطنيا شبابيا ناجحا، وتراقب وتحاسب كل مقصر وتكون مرجعاً للأنظمة والقوانين والبرامج والفعاليات ذات العلاقة.