أكد استشاري الطب النفسي الدكتور مشعل العقيل، أن مقارنة الشخص حياته بما يظهره مشاهير التواصل الاجتماعي، يضعه تحت ضغط نفسي كبير ويزيد من احتمالية اضطرابات الأكل، وقد تكون أحد مسببات إصابة الفرد بأعراض اكتئابية.
وفي التفاصيل، قال "العقيل" في لقائه مع برنامج "يا هلا" على قناة "روتانا خليجية": "دائمًا الشخص في وسائل التواصل الاجتماعي -خصوصًا المشاهير- يُظهرون الجانب المثالي؛ وبالتالي عندما يرى شخص حياة أسرية مثالية ويشعر أن عنده نقصًا في أحد جوانبها؛ يبدأ يلاحظ معاملة الأب لأبنائه بطريقة لطيفة جدًّا، ويقارنها بتصرفات والده والتي قد يكون بها في بعض الأحيان قسوة، لكن في الواقع هذا المقطع الذي شاهده مجتزأ ويمكن أن يكون مبنيًّا على سيناريو متفق عليه.
وأضاف أن مثل هذه المقاطع تشكل ضغطًا نفسيًّا وشعورًا بالنقص؛ مشيرًا إلى أن المقارنة في حد ذاتها غير مرغوبة، لكن تظل نمط تفكير عند بعض الأشخاص، فبالتالي عندما أبدأ أناظر حياتي الناقصة مع شخص يتباهى بملذات الحياة وقد تكون غير صحيحة مثل طيارة مملوكة ونكتشف أنها مستأجرة وأشياء أخرى غير صحيحة لكن هذا ما ظهر منها".
وأردف: كثرت في الآونة الأخيرة موضة الحديث عن الثروات وهذه تشكل ضغوطًا نفسية والشعور بالدونية إلى حد ما إذا لم يعرف الشخص كيف يتعامل معها بشكل صحيح.
وبيّن "العقيل" أنه قد يحدث بسبب المتابعة المستمرة لوسائل التواصل الاجتماعي التأثر بالشكل أو الوزن، فيعتقد أن هذا هو الشكل المثالي الذي يفترض أن كل شخص يظهر به، فيبدأ هذا الهاجس يشكل ضغطًا نفسيًّا على الفرد ويزيد من احتمالية الاكتئاب كما تشير الأبحاث، وأيضًا احتمالية حدوث اضطرابات في الأكل واحتمالية اللجوء لسلوكيات معينة للوصول فيها إلى الوزن المثالي الذي يتوقعه، والمفروض أن يتقبل الشخص نفسه والجوانب الظاهرية منه.
وأشار إلى أن الفئات الأكثر تأثرًا -بحسب الأبحاث- هم المراهقون؛ خصوصًا فيما يتعلق بالجوانب الظاهرية والشكلية.. ووجّه "العقيل" روشتة نفسية للمراهقين لتجنب الآثار السلبية لمتابعة مواقع التواصل الاجتماعي وحياة المشاهير، قائلًا: إذا شاهدت شيئًا على مواقع التواصل الاجتماعي فلا تأخذ الأشياء على ظاهرها، هذا الفرد أو المشهور ممكن يعيش سيناريو معين من تصميمه، وأشياء كثيرة تحدث في الخلفية وممكن تكون غير مفهومة.
وأردف أن "الرضا والقناعة والتركيز على الأشياء الإيجابية والجيدة بحياتي أمر مهم؛ فكل شخص حياته بها نقص؛ لهذا السبب نلاحظ في بعض الأحيان أن الناس الذين يظهرون لنا حتى على المستوى العالمي في سعادة وفي ثراء؛ نجد خبر انتحار لهم بعد فترة؛ وبالتالي كان فيه حزن وكان فيه مشاكل وكان فيه صعوبات؛ لكن لم تكن تظهر على السطح بسبب أن هذه الصورة التي يظهر فيها عند الآخرين".
واختتم استشاري الطب النفسي: "إذا لاحظتُ أنني بدأت أتوتر وأنفعل وصارت متابعتي مفرطة لمواقع التواصل الاجتماعي؛ فابدأ أنسحب قليلًا وأتوقف لفترة في عملية تشبه إزالة سمية المكان الموجود".