"بطلان العقيدة وسخافة التفكير".. ويقابلها "بيت العنكبوت".. مختارات قرآنية للتدبّر والعظة

في حلقة "سبق" الرمضانية الـ18من "هدايات قرآنية" مع الباحث "الذكري"
"بطلان العقيدة وسخافة التفكير".. ويقابلها "بيت العنكبوت".. مختارات قرآنية للتدبّر والعظة

جاءت النصوص القرآنية في تفصيل العديد من الشواهد التي ذكرت أن الإسلام قائم على الأصل "توحيد الله" وخصّصت ذلك بالعبادة، وجعلت ذلك الأصل أولى أركان الإسلام، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، عن علم وعن عمل وعن صدق وعن إخلاص وعن محبة وعن قبول للحق.

"سبق" وعبر برنامجها الرمضاني "هدايات قرآنية"، تستضيف طوال الشهر الكريم، الباحث الشرعي في الدراسات القرآنية "محمد الذكري"، وتستنبط منه بعضًا من أسرار ومعجزات القرآن الكريم، وتُقدّمها للقارئ عبر سلسلة ومضات يومية لمختارات من بلاغات الإعجاز الإلهي في الأمثال القرآنية.

بيت العنكبوت

بدأ ضيفُ الحلقة "الذكري"، بقوله تعالى، "مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ۖ وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ ۖ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ". قال ابن كثير - رحمه الله - "هذا مثل ضربه الله تعالى للمشركين في اتخاذهم آلهة من دون الله، يرجون نصرهم ورزقهم، ويتمسكون بهم في الشدائد، فهم في ذلك كبيت العنكبوت في ضعفه ووهنه فليس في أيدي هؤلاء من آلهتهم إلا كمن يتمسك ببيت العنكبوت، فإنه لا يجدي عنه شيئا، فلو علموا هذا الحال لما اتخذوا من دون الله أولياء، وهذا بخلاف المسلم المؤمن قلبه لله، وهو مع ذلك يحسن العمل في اتباع الشرع فإنه مستمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها ، لقوتها وثباتها".

بطلان العقيدة

وعن الفوائد من هذا "المثال"، قال الباحث الشرعي في الدراسات القرآنية: هوان من اتخذ غير الله ولياً طالباً منه النفع ودفع الضر، قال الله - تعالى - مبيناً بطلان عقيدتهم وسخافة تفكيرهم "أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ *وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ * وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ * إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ * إنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ * وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ".

وأضاف: من أدلة استحقاق الله للعبادة أن خلقه وتدبيره للسموات والأرض وما بينهما، ولهذا قبل أن جاء الأمر بعبادة الله أخبر وأعلَم بخلقه وملكه وتدبيره للخلق؛ فقال: "ربُّ السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلمُ له سميّاً". والشواهد على هذا كثيرة في القرآن.

نعمة الوحي

وختم "الذكري" حديثه عن الفوائد، بقوله: إن عبادة الله تدل على كمال عقل العبد فقد اختار الفطرة وطريق الحق الذي لا لبس في كماله وصوابه، بخلاف من يعبد من لا يخلقُ بل يُخلق. كما قال: ظهور نعمة الوحي بتبصير الخلق بما ينفعهم ودفع الضرر عنهم الذي أوله وأخطره الشرك بالله.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org