في واقعةٍ مأساوية جديدة، شهدت مدينة فيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، حادثة قتل مروعة، ذهَب ضحيتها طالب سعودي مبتعث، طعنًا على يد شابة، ورصدت الشرطة مكافأة قدرها 20.000 دولار أمريكي مقابل الإدلاء بمعلومات تؤدي إلى اعتقالها.
وكشفت وسائل إعلام أمريكية أن الطالب المغدور يدعى الوليد الغريبي، يبلغ من العمر 25 عامًا، وقد عُثر على جثمانه داخل دورة المياه في الطابق الثالث من المبنى الذي يقطن فيه، مصابًا بطعنة في الرقبة، وأن المتهمة تُدعى نيكول ماري رودجرز (19 عامًا) من كولومبوس، جورجيا، وتواجه تهمًا بالقتل، ويتم البحث عنها حاليًا.
وعلى الجانب الآخر، فإن واقعة "الغريبي" ليست الأولى؛ حيث سبقها العديد من الحوادث والجرائم المروعة التي أودت في السنوات الأخيرة بحياة مبتعثين سعوديين، لتكتب كلمة النهاية لرحلاتٍ في الخارج كان هدفها حصد المعرفة والعودة إلى الوطن بعلم يساهم في تطوره.
وقبل سنوات، فتحت السلطات الأمريكية تحقيقًا واسعًا بشأن مقتل المبتعث حسين آل حمزة، الذي كان يدرس في إحدى جامعات ولاية بورتلاند الأمريكية إثر تعرضه لحادث دهس.
وقد أصيب "آل حمزة" بجروح خطيرة بسبب تعرضه لحادث دهس بسيارة في إحدى الطرق، ليُنقل على إثره إلى أحد المستشفيات ويتوفى فيه متأثرًا بجروحه، ووقتها قامت الجهات المعنية بإنهاء الإجراءات الخاصة به لإرسال جثمانه لدفنه في مسقط رأسه في القطيف.
وفي عام 2019، لَقِيَ الطالب بندر البارقي، الذي كان يدرس اللغة الإنجليزية، حتفه في مقاطعة سان دييغو بولاية كاليفورنيا؛ حيث وجد مشنوقًا بسلك مكنسة كهربائية استخدمه القاتل داخل غرفته.
وفي تلك الفترة، قال عامر بن علي البارقي والد الطالب الراحل: إن تميز ابنه وتفوقه وعدم رغبته في الانخراط مع زملائه ممن لا يلتزمون بدراستهم، قد يكون أهم دافع للجريمة؛ لِمَا عُرِف عن بندر من تميزه وعدم اختلاطه بالغرباء وتواصله الدائم مع أسرته، كما أضاف: "تلقى تهديدًا بالقتل أكثر من مرة، وأبلغنا بذلك، وسبقت وفاته حجوزات الطيران التي تم تجهيزها تمهيدًا لعودته عندما كان يردد لوالده "بيقتلوني".
وفي أغسطس 2016، عثرت الجهات المختصة في ألمانيا، على جثة الطالب المبتعث مرتضى آل مشعل (25 سنة) في نهر "نيكار".
وأوضحت سفارة المملكة في برلين، أنه بمباشرة منسوبي السفارة الموجودين في المنطقة لموقع الجثة ومرافقتها للمستشفى، تَبين أنها تخص الطالب السعودي المفقود المبتعث إلى ألمانيا لدراسة طب الأسنان، بعد أن اختفى خلال ممارسة السباحة مع أصدقائه.
وفي نفس العام، لَقِيَ حسين بن سعيد عبدالله النهدي، الإداري بجامعة نجران بالمملكة والمبتعث لاستكمال دراسته في ولاية ويسكونسن بالولايات المتحدة الأمريكية، مصرعه إثر هجوم تعرض له من شخص مجهول الهوية؛ حيث كان الراحل يدرس في جامعة UW-Stout تخصص إدارة الأعمال.
وبعد شهور، أعلنت الشرطة الأمريكية أنها قبضت على قاتل "النهدي"، وقال المدعي العام في مقاطعة "دن" في ويسكونسن إن تهمة القتل وُجهت رسميًّا للأمريكي كولين أوسبرن (27 عامًا)، وأشار إلى أن الجهات الأمنية تمكنت من التعرف عليه وإيقافه في ولاية مينيسوتا، مطالبًا بتسليمه لإخضاعه للتحقيقات وتقديمه للمحاكمة.
وفي عام 2014، قُتلت الطالبة ناهد المناع في هجوم وصفته السلطات البريطانية بأنه "وحشي وعنيف"؛ حيث تَلَقّت الطالبة السعودية 16 طعنة قاتلة، بينما كانت في طريقها إلى جامعة أسيكس بمدينة كوليشستر البريطانية.
وكانت الطالبة قد التحقت بالجامعة لدراسة اللغة الإنجليزية كجزء من رسالة الدكتوراه التي كانت تحضر لمناقشتها باللغة الإنجليزية، وكانت تعيش في المدينة مع أخيها.
وقد قضت المحكمة الجنائية المركزية في إنجلترا وويلز، الجمعة، بالسجن 27 عامًا على الأقل، على جيمس فيرويذر؛ لإدانته بجريمتيْ قتل؛ إحداهما تخص الطالبة السعودية.
وفي 2014 أيضًا، قُتل الطالب عبدالله القاضي (23 عامًا) الذي كان يدرس الهندسة الكهربائية، في جريمة بشعة في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن تم الإعلان عن اختفائه لما يقارب الشهر، وعُثر على جثته في مدينة "بالم دزرت" البعيدة عن مدينة نورثريدج بحوالى 3 ساعات من جهة الشرق.
وأعلنت حينها السلطات الأمنية أن المشتبه فيه بقتل المبتعث السعودي عبدالله القاضي هو أمريكي مكسيكي الأصل ينحدر من مدينة لونغبيتش في ولاية نيويورك؛ حيث إن القاتل كان يحمل سكينًا لاستخدامه في سرقة سيارة "القاضي"، ثم قتله بعدها في نفس اليوم الذي أعلن فيه عن اختفائه، وقد اعترف القاتل بالجريمة وأرشد إلى المكان الذي دفن فيه جثمان الشاب الراحل.
وفي نوفمبر 2012، عُثر على المبتعث سلطان العمري بغابة قرب أوستن الأسترالية، جثةً متفحمة؛ وذلك بعد فترة من اختفائه؛ فيما رجحت الشرطة أن يكون الحريق الذي أُشعل بجوار الجثة متعمَّدًا بهدف إخفاء معالم الجريمة.
ووصفت الصحف الأسترالية مقتل "العمري" بأنه إحدى أكبر جرائم القتل غموضًا؛ فيما طلبت شرطة منطقة غولدكوست من أفراد الجمهور الاتصال بها للإدلاء بأي أقوال من شأنها أن تساعد في الكشف عن لغز مقتل الشاب السعودي والجناة.
أما المبتعث نايف الخنيني، فقد عثرت عليه شرطة منطقة جالان دانج وانجي في وسط العاصمة الماليزية كوالالمبور، مقتولًا داخل سيارته -من طراز "تويوتا كامري" بيضاء- على بُعد نحو مئتي متر من مقر شرطة المنطقة.
وأشارت التحقيقات إلى أن الطالب تَعرض للضرب حتى الموت، إثر مشادة وقعت بينه وبين آخرين في أحد الملاهي، في مكان قريب من الموقع الذي عُثر فيه على جثمانه؛ حيث أصيب بجروح في الرأس والذراع والرقبة والصدر، أدت إلى وفاته.