"منذ إطلاق رؤية السعودية 2030 والمواطن نُصب أعيننا؛ فهو عمادها وغايتها، وأي إنجاز يتحقق من خلال مظلتها الشاملة للمسارات المختلفة هو رفعة للوطن، ومنفعة للمواطن، وحصانة -بإذن الله- للأجيال القادمة من التقلبات والتغيرات".. بهذه الكلمات أشار سمو ولي العهد رئيس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، إلى الغاية والهدف الأسمى للدولة السعودية، وحجم الاهتمام والرعاية التي توليها قيادة البلاد من رأس الهرم إلى أسفله للمواطن السعودي.
ففي الخطاب الملكي، الذي ألقاه ولي العهد أمس نيابة عن خادم الحرمين أمام مجلس الشورى، واصل الأمير محمد بن سلمان تأكيد حقيقة أن المواطن يأتي في سُلَّم اهتمامات الدولة؛ بوصفه عماد وغاية رؤية السعودية 2030.
ويترجم حديث ولي العهد عن المواطنين إيمان سموه بدور المواطن، وحرصه على تحقيق أعلى درجات جودة الحياة لعموم المواطنين؛ وتجسد ذلك فيما استعرضه الأمير من مجموعة من المؤشرات المهمة.
فقد استطاعت السعودية في الآونة الأخيرة تسجيل ارتفاع في نسبة تملُّك المساكن للمواطنين من (47%) عام 2016م إلى ما يزيد على (63%)، كما سجلت البطالة بين المواطنين والمواطنات أدنى مستوى لها تاريخيًّا في الربع الأول من عام 2024م، بلغ (7.6%)، بعد أن كانت نسبته (12.8%) في عام 2017م.
وأوضح سموه أنه في الوقت الذي تفخر فيه البلاد بمنجزات المواطنين والمواطنات في مجالات الابتكار والعلوم، تولي القيادة التعليم جُلّ الاهتمام؛ ليكون نوعيًّا، يعزز المعرفة والابتكار، كما تعمل على بناء أجيال، تتمتع بالتميز العلمي والمهارات العالية، وتحظى بكل الفرص لنيل تعليم رفيع.
ويمكن أن نعزو تلك الإنجازات التي ارتكزت على هدف خدمة المواطن بالدرجة الأولى إلى رؤية 2030، التي بُنيت على 3 محاور، جاء في محورها الأول المواطن تحت عنوان عريض، هو مجتمع حيوي.. فالمجتمع المتماسك السعيد هو أهم أسس الازدهار الاقتصادي لمجتمع مواطنه مسؤول، وجذوره راسخة، تستند إلى قيم الإسلام السمحة والفخر بالوطن، مع الاعتزاز بالتراث والثقافة السعودية، في بيئة توفير خيارات ترفيه على مستوى عالمي، ونمط حياة مستدام، وأنظمة رعاية صحية واجتماعية فعالة؛ إذ تتميز السعودية بثقافتها الغنية، ووحدتها الوطنية، وعقيدتها الإسلامية.
وتأتي الرفاهية الصحية والنفسية والاجتماعية للمواطنين في أولويات رؤية السعودية 2030؛ ولهذا من صميمها أن يتمتع الجميع بجودة حياة عالية وصحية، وبيئة عامرة، من أجل تكوين مجتمع بنيانه متين، مع الالتزام بتعزيز التنمية الاجتماعية من خلال تقوية الروابط الأسرية، وبناء شخصيات قوية من خلال التعليم، وإنشاء أنظمة رعاية صحية واجتماعية متطورة.
وتسعى رؤية السعودية 2030 من خلال هذه الجهود إلى الوصول إلى مجتمع حيوي؛ ليكون الأساس لاقتصاد مزدهر، ووطن طموح.
وتستهدف الرؤية في عام 2030 زيادة متوسط العمر المتوقع لسكان السعودية من 74 سنة إلى 80 سنة، إضافة إلى رفع معدل ممارسة السكان الرياضة من 13% إلى 40%، وزيادة إنفاق الأسرة السنوي على الأنشطة الثقافية والترفيهية المحلية من 2.9% إلى 6%، وهي مستهدفات تندرج تحت عنوان "المواطن أولاً".