مختص في التنمية الريفية يكشف لـ"سبق" أبعاد تجربة استثمار "السياحة الخضراء"

أشار إلى إمكانية تشجيع الطاقة والموارد المتجددة باستخدام الطاقة الشمسية أو الرياح
مختص في التنمية الريفية يكشف لـ"سبق" أبعاد تجربة استثمار "السياحة الخضراء"

تحدث راضي الفريدي مؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية السياحة الزراعية والريفية التعاونية "ريفنا" عن أهمية تفعيل وتطوير السياحة البيئية المستدامة بالسعودية.

وكشف "الفريدي" لـ"سبق" أن حجم صناعة السياحة البيئية في جميع أنحاء العالم قُدِّر بنحو 181.1 مليار دولار في عام 2019، ومن المتوقع أن يصل إلى 333.8 مليار دولار في عام 2027، مسجلًا معدل نمو سنوي مركب نسبته 14.3%، وذلك وفقًا لما ذكرته منصة بيانات الأعمال العالمية statista.

ومنذ إطلاق رؤية المملكة 2030 في عام 2016، بذلت المملكة جهودًا كبيرة لحماية البيئة وتقليل آثار التغير المناخي، وستساهم مبادرة السعودية الخضراء اليوم بتعزيز هذه الجهود من خلال توحيد جميع الخطط الرامية إلى تحقيق الاستدامة، وزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة وتخفيض انبعاثات الكربون ومكافحة التغير المناخي.

وتجمع مبادرة السعودية الخضراء بين حماية البيئة، وتحويل الطاقة، وبرامج الاستدامة لتحقيق ثلاثة أهداف شاملة ترمي إلى بناء مستقبل مستدام للجميع من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية، وزراعة 10 مليارات شجرة في جميع أنحاء المملكة وإعادة تأهيل 40 مليون هكتار من الأراضي، ورفع نسبة المناطق المحمية إلى أكثر من 30% من إجمالي المساحات البرية والبحرية.

وقال "الفريدي": من المهم تبنّي ودعم مبادرة الجمعية "ريفنا" بتفعيل السياحة الخضراء، والسياحة الخضراء من أهم المبادئ الجديدة في عالم صناعة السياحة بشكل عام، والسياحة البيئية بشكل خاص للحد وتقليل الآثار السلبية الناجمة عن النشاط السياحي.

وأضاف: يعد هذا المفهوم نهجًا استراتيجيًا لقطاع السياحة المستدامة، وذلك من خلال تقليل التأثيرات البيئية الناجمة عن النشاط السياحي، بما في ذلك النفايات والتلوث السمعي والبصري وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتشجيع استخدام الطاقة والموارد المتجددة.

وبين "الفريدي" أنه ومن هذا المنطلق تبنّت جمعية "ريفنا" مبادرة السياحة الخضراء، موضحًا أنه سيتم من خلالها العمل على أنشطة سياحية صديقة للبيئة على المدى الواسع، حيث تجعل من الزائر سائحًا صديقًا للبيئة من خلال تقديم خدمات سياحية صديقة للبيئة.

وأردف: هذا يعني الاستخدام الأمثل للموارد لتجنب الإفراط في الاستهلاك، والمساعدة في الحفاظ على الموارد الطبيعية وبذل جهود واعية لاحترام التقاليد والتراث المحلي، والمساهمة في الحفاظ عليها.

وتابع: يمكن تنفيذ مبادرة السياحة الخضراء في الوجهات السياحية البيئية البديلة في مختلف المناطق الريفية بالسعودية لتكون صديقة للبيئة وذلك بدرجة عالية من التنافسية، ليس فقط فيما يتعلق بفرص التميز وتنويع مصادر الدخل للمناطق الريفية، ولكن أيضًا لتوافقها من الكثير من مستهدفات رؤية 2030م للمحافظة على البيئة وتنويع مصادر الدخل في إحداث وتطوير الوجهات السياحية البديلة المستدامة، مما ينعكس على توفير الرفاهية لسكان المناطق الريفية وإحداث تنمية مستدامة من خلال خلق فرص وظيفية جديدة وتطوير فرص استثمارية صغيرة ومتوسطة يمتلكها السكان المحليون، وبالتالي تعمل السياحة الخضراء على خلق ترابط بين البيئة والمجتمع والثقافة والنشاط السياحي، ضمن سلسلة من القيم المضافة.

وقال "الفريدي": من خلال السياحة الخضراء، تتحقق التنمية البيئية والريفية المستدامة من خلال الكثير من الممارسات التي تعزز من الاستفادة الاقتصادية من الوجهة البيئية مع المحافظة على مقوماتها الطبيعية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية.

وأضاف: تولد السياحة أطنانًا من النفايات بما في ذلك المواد البلاستيكية ومخلفات الطعام والتغليف بمواد غير صحية وغيرها الكثير، ويمكن تقليل حجم النفايات عن طريق تنفيذ استراتيجيات تقليل النفايات عبر سلسلة القيمة، ويتضمن ذلك استخدام العناصر القابلة لإعادة الاستخدام.

وأردف: يتم تشجيع إعادة التدوير عن طريق توفير أنظمة فصل وجمع صحيحة لإعادة تدوير المواد مثل الورق والبلاستيك والزجاج والمعادن، يمكن أيضًا تدوير تدفقات النفايات المعقدة باستخدام عمليات إعادة التدوير المبتكرة.

وتابع: يمكن لإدارة الوجهة السياحية تشجيع الطاقة والموارد المتجددة عن طريق استخدام الطاقة الشمسية أو الرياح التي أصبحت تكاليفها في متناول الجميع، وتبني إجراءات الحفاظ على المياه، واستخدام مواد صديقة للبيئة بدلًا من المواد الكيميائية القابلة للتحلل.

وقال "الفريدي": يمكن إعادة استخدام المواد والمنتجات من خلال إعادة استخدام العديد من العناصر المستخدمة في السياحة مثل الأثاث والمفروشات والمعدات والزي.

وأضاف: الأمر يتطلب التدريب والتعليم الواسع لنشر مفهوم السياحة الخضراء المستدامة عبر سلسلة القيمة السياحية بما في ذلك السياح والموظفين والشركاء والموردين والمجتمعات، والتي قد تسهم في تغيير سلوكياتهم وممارساتهم السياحية.

وأردف: يمكن لتجارب السياحة المستدامة والصديقة للبيئة المصممة بشكل جيد والمستندة إلى الثقافة والتراث والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للسكان المحليين أن تبرز أهمية السياحة الخضراء للسياح بطريقة جاذبة، وسيؤثر ذلك عليهم باتباع ممارسات أكثر استدامة حتى بعد عودتهم للمدن ومناطقهم الحضرية.

واختتم بالقول: هذا ليس كل شيء في السياحة البيئية المستدامة، بل إن السياحة الخضراء تتضمن قائمة طويلة من الممارسات التي تجعل من الوجهات السياحية والبيئية منها خاصة أكثر نموًا واستدامة وجاذبية للسياح، ولكن يتطلب ذلك التعاون والعمل الجماعي من جميع أصحاب المصلحة في سلسلة القيمة السياحية والمهتمين بالبيئة واستدامتها.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org