أكدت مدينة الملك سعود الطبية عضو تجمع الرياض الصحي الأول، أهمية علاج الاكتئاب الذهاني، من خلال مزيج من الأدوية والعلاج النفسي والتدخلات الأخرى؛ حيث يمكن للأفراد المصابين بالاكتئاب الذهاني أن يجدوا الراحة من أعراضه ويحسنوا نوعية حياتهم بشكل عام.
وأضافت: يُعَد طلب المساعدة المتخصصة أمرًا ضروريًّا للتشخيص الدقيق والتخطيط للعلاج.
وأوضحت المدينة على لسان رئيس وحدة الصحة النفسية الدكتورة ندى العيسى، أن الاكتئاب الذهاني معروف أيضًا باسم "اضطراب الاكتئاب الشديد" ذي المظاهر الذهانية، وهو عبارة عن مرض عقلي شديد يجمع بين أعراض الاكتئاب والذهان؛ مبينة أنه يُعَد نادرًا نسبيًّا مقارنة بأشكال الاكتئاب الأخرى، ووفقًا للتقديرات، فإنه يؤثر على ما يقرب من 20% من الأفراد الذين يعانون من اضطراب الاكتئاب الشديد.
وأشارت "العيسى" إلى أن النساء أكثر عُرضة للإصابة بالاكتئاب الذهاني من الرجال، وغالبًا ما تظهر الحالة في وقت مبكر إلى منتصف مرحلة البلوغ؛ في حين يتميز بوجود أعراض اكتئابية مصحوبة بمظاهر ذهانية مثل الهلوسة أو الأوهام أو التفكير غير المنظم، وقد يعاني الأفراد المصابون بالاكتئاب الذهاني من حزن شديد، أو شعور بالذنب، أو اليأس، أو انعدام القيمة، إلى جانب تصورات مشوهة للواقع؛ مبينة أن الأسباب الدقيقة للاكتئاب الذهاني ليست مفهومة تمامًا، ولكن يُعتقد أن مجموعة من العوامل الجينية والبيولوجية والبيئية تساهم في تطوره.
وأفادت بأنه عادة ما يتضمن علاج الاكتئاب الذهاني مزيجًا من الأدوية والعلاج النفسي، وتوصف الأدوية المضادة للاكتئاب، مثل مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) أو مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (TCAs)، بشكل شائع لتخفيف أعراض الاكتئاب، ومع ذلك قد يكون من الضروري إضافة دواء مضاد للذهان لاستهداف المظاهر الذهانية.
ولفتت إلى أن إمكانية أن تكون العلاجات النفسية، مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) والعلاج النفسي الديناميكي، مفيدة أيضًا؛ لإمكانية أن يساعد العلاج السلوكي المعرفي الأفراد على تحديد الأفكار والسلوكيات السلبية وتحديها؛ بينما يستكشف العلاج النفسي الديناميكي الصراعات النفسية الأساسية والعمليات اللاواعية، ويمكن النظر في العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT)، وهو شكل من أشكال تحفيز الدماغ، في الحالات الشديدة التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى.