أكّد مدير الشؤون الثقافية في الملحقية الثقافية لسفارة خادم الحرمين الشريفين بالإمارات، الدكتور محمد المسعودي؛ أن المتابع للتاريخ يجد أن العلاقات السعودية - الإماراتية ضاربة بجذور عميقة في الماضي؛ نظراً لما يربط الدولتين من أواصر الأخوّة والتعاون واللحمة في المناحي السياسية والاجتماعية والتعليمية والثقافية كافة.
وقال "المسعودي": عقود طويلة والعلاقات السعودية - الإماراتية أنموذج فريد غدا علامة فارقة في العلاقة بين الجيران والأشقاء ومثالاً في وحدة الموقف والمصير، فقد اختُبرت هذه العلاقة في محطات تاريخية كثيرة؛ فكان البلدان يخرجان منها بشكل أقوى، وبعزيمة لا تلين، حتى تبلورت العلاقات مصيراً في الحاضر والمستقبل، خاصة أن الدولتين تعدان ركناً أساسياً من أركان الأمن الجماعي في مجلس التعاون لدول الخليج والأمن القومي العربي والإسلامي معاً.
وأضاف: زيارة ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان، واختياره دولة الإمارات العربية المتحدة؛ ليبدأ جولته الخارجية إلى عددٍ من دول العالم لم تكن وليدة المصادفة؛ بل تأتي تأكيداً للمكانة التي تحظى بها الإمارات لدى قادة المملكة؛ فالعلاقة النموذجية المتميزة والاستثنائية التي تجمع الدولتين تعكس متانة أخوة ضاربة عروقها متجذرة في عمق التاريخ، إلا أنها تكتسب اليوم بُعداً آخر إضافياً؛ يتمثل في رسم معالم المستقبل واستقراره.
وأردف: الزيارة المهمة والاستثنائية، التي قام بها الأمير محمد بن سلمان إلى الدولة، ولقائه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان؛ ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة؛ تُشكل نقطة محورية في الدور الذي تقوم بها الدولتان "التوأم" في إعادة صياغة مستقبل المنطقة واستقرارها وإنقاذها من خطر المخططات التي تستهدف شعوبها، التي بات الجميع يستشعرها ويعرفها تماماً؛ عبر التحالفات المشبوهة، والإعلام المشوّه، والدول المعادية وأذرعتها "الإخونجية" وخلاياها الإرهابية.
وقال "المسعودي": المتابع يجد أن الاستقبال الكبير، الذي حظي به الأمير محمد بن سلمان، جسّد حقيقة المشاعر، التي يكنها أبناء الإمارات لأشقائهم في المملكة؛ إذ إنه لا يحلّ ضيفاً ولا زائراً؛ بل إنه من أهل الدار، وأثبت البلدان أنهما قلبان يخفقان في جسد واحد، ومعاً سيبقيان ومعاً سيواجهان تحديات المستقبل.
وأضاف: تعبير صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد؛ عن سعادة الإمارات الغامرة بزيارة الأمير محمد بن سلمان؛ تأكيد للعلاقة، التي تجمعهما؛ واعتزاز بالعلاقات التاريخية المتجذرة بين البلدين، التي قال عنها: "تنتظرها آفاق واسعة من التعاون والشراكة الوثيقة والمثمرة"، مؤكداً أن الإمارات ستبقى على الدوام وطناً محباً، وسنداً وعوناً لعضيدها المملكة العربية السعودية.