الأم هذه الإنسانة العظيمة التي أوصى الله في محكم التنزيل بها خيرًا الأم التي يؤكد المنهج النبوي أنها أحق الناس بحسن الصحبة قصتنا اليوم تبرز عظم الأمهات حكاية تضحية أم في تبوك نجحت في إنقاذ واحد من أبنائها من الموت بعد أن اندلع حريق في منزلهم الخميس الماضي وحين حاولت إنقاذ الآخرين سقطت على الأرض من كثافة الدخان وخرجت بحريق في جسدها ما نسبته 30 %.
حكاية هذه الأم التي ترقد الآن في المستشفى مؤلمة ومبكية في كل تفاصيلها بدءًا من فاجعة الحريق وصولاً إلى صرخات أطفالها على مسامعها إنقاذ الأول سقوط السقف موت الآخرين كل هذا وهي حامل في شهرها الثالث وقد تسبب ذلك في إسقاط الحمل وما يزيد من فاجعة الموقف أنه لا يزال لديها بقية أمل في أنهم على قيد الحياة فهي حتى اللحظة لا تعلم عنهم.
"سبق" تواصلت من والد الأطفال ـ رحمهم الله ـ علي الحويطي ليروي ماذا حدث في يوم الخميس الماضي يقول " خرجت صباحًا لمراجعة إدارة التعليم وحين وصلت هناك جاءني اتصال من زوجتي عن وجود حريق في المنزل أغلقت الهاتف وأنا أسمع صرخات أطفالي موقف مؤلم وصعب لا يمكن وصفه!! ، وعلى الفور توجهت لمنزلي وفي هذه الأثناء قد تبلغت الجهات المعنية عن الحادثة.
وتابع الحويطي "وصلت للمنزل وفجعت بما رأيت وسمعت لقد التهمت النيران المنزل وعلمت بأن زوجتي ـ شفاها الله ـ أنقذت أحد الأطفال وحين عادت لتنقذ الآخرين من ألسنة النيران سقط سقف غرفتهم وعلى الرغم من خطورة الموقف حاولت ـ بقلب الأم ـ أن تنقذ الآخرين لكنها لم تتمكن وقدر الله أن يتوفى لي اثنان من أبنائي جود 9 سنوات ورجاء 5 سنوات، فيما ترقد الابنة الثالثة بسمة بعمر سنة وأربعة شهور في المستشفى بين الحياة والموت".
وأضاف "ابنتي المنومة حاليًا في مستشفى الملك سلمان العسكري قد أبلغني الأطباء بأنها متوفاة دماغيًا، وزوجتي منومة في المستشفى ذاته وتعاني حروقًا بنسبة 30 % وأثار الدخان سبب لها مشاكل صحية حين حاولت إنقاذ أبنائي وأنني آمل أن يتم نقل زوجتي وابنتي لمركز طبي متقدم مختص في الحروق".
وقال الحويطي "أتقدم بجزيل الشكر لسمو أمير منطقة تبوك ولجمعية الملك عبدالعزيز الخيرية التي أمنت لي شقة مؤثثة بعد أن تضرر منزلي الشعبي ضررًا كبيرًا، ولفريق تطوعي تبوك الذي حملوا عني حملاً كبيرًا، مبينًا تبقى لي طفلة واحدة وهي المنومة والطفل ـ يزن ـ ست سنوات الذي أنقذته أمه وحاليًا معي في المنزل ولا يعاني أي مشاكل صحية".