قبيل بداية رمضان هذا العام، فقدت المملكة رمزاً وطنياً، وقامة اقتصادية وأكاديمية، عندما أعلن وفاة الدكتور محمد بن أمين أحمد الجفري نائب رئيس مجلس الشورى، رحمه الله؛ فالأجل لم يمهله أن يلحق برمضان هذا العام؛ حيث انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من شهر شعبان هذا العام 1439هـ، وتستعرض "سبق" اليوم من خلال زاوية "كانوا معنا"، حياة الراحل وسيرته.
وُلد الدكتور محمد بن أمين بن أحمد الجفري في مكة المكرمة سنة 1369هـ، ويحمل الدكتوراه والماجستير في الهندسة الكيميائية من جامعة ولاية ميتشن بأمريكا والبكالوريوس في الهندسة الكيميائية من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.
وقد دخل قبة الشورى كعضو؛ ابتداءً من 3/ 3/ 1426هـ، وكان رئيساً لـ"لجنة الشؤون الاقتصادية والطاقة" عام 2010، وعضواً بذات اللجنة عام 2009، وفي "لجنة المياه والمرافق والخدمات العامة" عام 2008، وعَمِل قبل ذلك نائباً لرئيس "مجموعة صافولا لقطاع التجزئة" والرئيس التشغيلي لقطاع الامتيازات التجارية.
وكان الراحل نائباً لرئيس "مجموعة صافولا لقطاع التجزئة" لشؤون الشركات وشؤون التطوير بين 1996 و2000، وعَمِل سابقاً مديراً تنفيذياً لـ"شركة صافولا للأغذية الخفيفة" بين عاميْ 1992 و1996، وشَغَل منصب مدير عام أول للمشاريع بذات المجموعة بين 1991 و1992.
وقد سبق أن شَغَل منصب رئيس قسم الهندسة الكيميائية وعضو مجلس كلية الهندسة بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، 5/1410هـ- 1411هـ حتى تاريخ الإعارة لصافولا.
وفي حياته الأكاديمية؛ كان "الجفري" أستاذاً مساعد بكلية الهندسة الكيميائية بجامعة الملك عبدالعزيز 1403هـ - 1411هـ، ثم أستاذاً مشاركاً بكلية الهندسة الكيميائية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة 1411هـ.
واشتهر الفقيد بنجاحاته الاقتصادية؛ حيث كان عضواً في عدد من اللجان والمجالس؛ منها: مجلس نواب الرئيس بـ"مجموعة صافولا"، ومجلس إدارة "الشركة السعودية العربية للزجاج"، ومجلس إدارة "شركة صافولا لزيوت الطعام"، ومجلس إدارة "شركة صافولا لأنظمة التغليف"، ولجنة الخطة الخمسية بـ"كلية الهندسة".
وقد نشر 13 بحثاً علمياً في عدد من المجلات العلمية المحكمة والمؤتمرات، وشارك في تأليف "أساسيات الهندسة الكيميائية"، وقد وصفه الكاتب محمد خضر عريف في مقاله "بعد وفاة الجفري" الذي نُشر في جريدة "المدينة" بأنه "سفير بلاده" إلى المحافل والبرلمانات الدولية.
حيث شارك ورأس العديد من الوفود السعودية إلى عدد من الدول ومنها أمريكا وفرنسا، ونقل لهم تطلعات المملكة الحالمة نحو مستقبل أفضل ورؤية 2030، كما نجح بكل الملفات الدولية والسياسية التي كُلّف بها.
كما وصفه الكاتب بأنه حامل لواء الوسطية، وأضاف أن "الجفري" -رحمه الله- كان يأسر الجميع بابتسامته الدائمة ووجه الطلق، وعباراته الفخيمة والرقيقة في آن واحد.
كما وصفه المقربون منه -رحمه الله- بأنه كان رجل دولة في حضوره القوي في الندوات والمؤتمرات العربية والدولية، كما أنه "رجل شورى"؛ لما يحمله من فكر ورقيّ في التعامل والاحترام وتقبل وجهة الطرف الآخر وقدرته على الحوار والإقناع.
وقد تَعَرّض "الجفري" لأزمة قلبية داخل منزله في جدة ونُقِل للمستشفى؛ حيث وافاه الأجل يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من شعبان من العام الجاري 1439هـ، وصُلّي عليه فجر الأربعاء الثلاثين من شعبان في المسجد الحرام؛ ليدفن في مكة التي ولد وعاش فيها.