قوة الفعل.. أخلاق العمل..!

قوة الفعل.. أخلاق العمل..!

رزق الله أناسًا دون آخرين علو الهمة، والصدق، وروح المبادرة، والالتزام، والعمل لساعات طويلة مع الجودة ودقة في المخرجات. إنَّ الشخص من هؤلاء يتسم بالحماس، سواء كان مديره (الرقيب) حاضرًا أو غائبًا؛ وهو ما أسميه قوة الضمير.. كما أنه شغوف بما يعمل، ويركز على الأهداف الكبيرة، ثم يحولها إلى أهداف صغيرة. مستمع جيد، ومُصغٍ للأوامر والتوجيهات ورغبات الزبائن. إذا وجد فراغًا انشغل بتطوير نفسه بالقراءة والتدريب.. دائم السؤال لمن سبقوه بحثًا عن الخبرة.. يحب جمع المال، ويعتبره فضيلة دينية قبل أن تكون دنيوية؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((نعم المال الصالح للرجل الصالح)) رواه أحمد والطبراني. ما ذكرته آنفا من أخلاق تسمى: أخلاق العمل التي – للأسف - فقدها بعضا؛ إذ أغلب الناس يكرهون عملهم. ولك أن تتصور أن الموظف يقضي أكثر من نصف حياته يعيشها مضطرًا مكرهًا لا منتجًا، يقدم فيه الحد الأدنى من الجهد حتى لا يُفصل من وظيفته.. ناظرًا للساعة متى يغادر هذا المكان السيئ.. وبعضهم يأتي متأخرًا نصف ساعة، وصلاة الظهر نصف ساعة، بالرغم من أنه يصليها - إذا صلاها - في بيته في أقل من خمس دقائق!! وفي نهاية الدوام يخرج قبل نصف ساعة!!

لماذا ساءت أخلاق العمل عند بعض أجيالنا المتأخرة، التي لم نعهدها في آبائنا وأجدادنا مطلقًا، بالرغم من أنهم قد يكونون معذورين بسبب قسوة الحياة؟..

لا يمكن أن ننهض ونواجه تحديات الحياة من غير أخلاق العمل، ولاسيما رؤيتنا 2030م؛ فكل الأمم الناهضة اتسم أبناؤها وموظفوها بأخلاق العمل؛ لذا يعول كثيرًا على قوة دفع الدِّين الفاعل في حياتنا، لا الدِّين الذي يكرس الآخرة والموت فحسب. لا بد أن نُنشئ أبناءنا من جديد على ثقافة أخلاق العمل منذ نعومة أظافرهم؛ فتلك قيم تُزرع مبكرًا.

الحضارة الرأسمالية القائدة في العالم ما جعلها تسود اقتصاديًّا وعلميًّا هو: أخلاق العمل، والتحول الفكري الذي أطلقته الكنيسة البروتستانتية، والعديد من علماء الاجتماع كماكس فيبر.

من أجل أن ننهض علينا بمراجعة هممنا، وبعث روح العزيمة فيها؛ فما خاب إلا النائمون الكسالى بليدو الفتوة.. بل يجب تعزيز الأخلاق عبر النظر إلى زاوية جديدة في ديننا الحنيف، وتعظيم شأن المهنية وقيم الإنتاج.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org