توصف المشروبات المحلاة بالسكر بأنها مشروبات يضاف لها سكر، وتحتوي على سعرات حرارية كبيرة تنتقل عن طريق مجموعة متنوعة من الأسماء: سكروز، جلوكوز، دكستروز، وربما أشهرها جميعًا، شراب الذرة عالي الفركتوز.
وتتنوع هذه المشروبات مثل الغازية وذات النكهة ومشروبات الطاقة والشاي والقهوة، وهي مشروبات تحمل سعرات حرارية عالية تؤدي إلى زيادة الوزن وتوفر قيمة غذائية ضيلة جدًا، كما يمكن لهذه السعرات أن تؤدي إلى مخاطر صحية أخرى مثل السمنة وتسوس الأسنان وأمراض القلب والسكري من النوع الثاني.
جودة المشروبات المحلاة بالسكر
يعتبر استهلاك المشروبات المحلاة بالسكر مرتفعاً في العديد من أنحاء العالم، وهو يوحي بضعف جودة الغذاء، حيث تحتوي المشروبات المحلاة بالسكر على السكريات مثل السكروز أو الفركتوز، وكثيراً ما يكون ذلك بكميات كبيرة، مما يساهم في كثافة الطاقة الكلية للأنظمة الغذائية، السعرات الحرارية التي توفرها المشروبات المحلاة بالسكر لها قيمة غذائية قليلة جدًا وقد لا توفر نفس الشعور بالامتلاء الذي يوفره الطعام مما يؤدي إلى زيادة الوزن غير الصحي.
توصل بحث دولي أجري من قبل بنك كريدت سويس في عام 2013 بأن معدل استهلاك السكر العالمي يصل إلى ما لا يقل عن 17 ملعقة سكر في اليوم (كمية أكبر ب 2 حتى 3 مرات من الكمية الموصى بها من قبل نقابة الأطباء الأمريكيين)، وأن 43% من استهلاك السكر مصدره من المشروبات الخفيفة، حيث تحتوي علبة متوسطة من المشروب الخفيف على حوالي 8-10 ملاعق سكر، كما يوجد في زجاجة بحجم نصف لتر من مشروب غازي ما لا يقل عن 12 ملعقة. مؤكدًا أن الذين يعتادون على شرب علبة واحدة في اليوم، قد يضيفون إلى وزنهم 5-7 كيلو غرام في السنة مصدرها فقط من المشروبات.
الضرر على صحة المجتمع وتأثيره على الجانب الصحي للأطفال والحوامل
يؤدي شرب كميات كبيرة من المشروبات السكرية إلى زيادة خطر اكتساب الوزن والإصابة بداء السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، والنقرس، ويزيد خطر إصابة الطفل بالبدانة بنسبة 60٪ مع استهلاك كل مشروب سكري إضافي يوميًا، حيث إن الأطفال الذين يشربون المشروبات السكرية الغازية لديهم تقريبًا ضعف خطر تجاويف الأسنان.كما يموت 4.8 مليون شخص في كل عام من الأمراض المزمنة المرتبطة باستهلاك السكر.
وأكدت دراسة جديدة أن هذه المشروبات تؤثر على النساء الحوامل؛ حيث يزيد لديهن احتمال أن يصبح أطفالهن زائدي الوزن بعد الولادة، وتمكن الباحثون الكنديون في دراسة أجريت على أكثر من ثلاثة آلاف أم مع أطفالهن بين عامي 2009 و2012، أكدت أن نحو 30% من النساء تناولن بعض المشروبات المحلاة صناعيًا خلال الحمل وقالت 5% إنهن فعلن ذلك مرة واحدة على الأقل في اليوم، وقالت أكثر من 20% من النساء إنهن شربن ما لا يقل عن مشروب واحد محلى بالسكر يوميًا.
بعد معرفة طول الأم ونوعية نظامها الغذائي والسعرات الحرارية التي تتناولها زاد احتمال زيادة وزن أطفال الأمهات اللائي تناولن مشروبات محلاة بمواد صناعية بشكل يومي خلال الحمل مرتين مقارنة مع الأطفال الذين لم تتناول أمهاتهم أي محليات صناعية.
ارتباط المشروبات المحلاة بهشاشة العظام وتسوس الأسنان وبناء الكتل الشحمية
أظهرت دراسة أجراها أستاذ علوم المواد الحيوية في كلية طب الأسنان بجامعة ماريلاند، الدكتور أنتوني فون فراونهوفر، ونشرتها أكاديمية طب الأسنان العام، كيف يمكن للمشروبات المحلاة بالسكر أن تسبب ضررًا لا يمكن إصلاحه لمينا الأسنان، مما قد يؤدي إلى تسوس الأسنان الشديد وأمراض اللثة.
وتؤدي الإضافات والأحماض العضوية في المشروبات المحلاة إلى انهيار الكالسيوم وأمراض هشاشة العظام؛ حيث تعمل السعرات الحرارية الزائدة على عمل كتل شحمية بين الجلد تؤدي إلى عمل هشاشة بين العظام، ويؤثر السكر تأثيرًا سلبيًا عن طريق زيادة مستويات الجلوكوز في الخلايا لأنه يحدث أسرع من زيادة مستويات الأكسجين في الخلية، وبالتالي يؤدي إلى أكسدة غير كاملة من الجلوكوز، وبسبب هذه الأشكال من الأحماض، يصبح الجسم حامضيًا ويتفاعل تلقائيًا عن طريق سحب الكالسيوم من العظام، وجعلها مجوفة، وأثبتت دراسة سابقة أن الأشخاص الذين يتناولون المشروبات الغازية بشكل منتظم غالباً ما يفقدون جزءاً كبيراً من المعادن الموجودة داخل العظام، مما يؤدي بعد فترة إلى الإصابة بمرض هشاشة العظام وهم في عمر صغير .
مصانع المشروبات المحلاة بالسكر تهتم بالربح على حساب صحة المستهلكين
كشف تحقيق أجرته صحيفة التايمز الأمريكية عن إنفاق مصانع المشروبات السكرية والغازية الملايين من الأموال سنويًا لصناعة هذه المشروبات بدون الاهتمام بصحة المستهلكين ولا بتأثيرها السلبي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه نظرًا لكون المشروبات الغازية تحتوي على سعرات طاقة كبيرة؛ حيث إن زجاجة لترين من "سبرايت" تضم 134 غرامًا من السكر وهو ما يفوق ما يحتاجه تلميذ في الـ14 من عمره بحوالي 144 في المائة في اليوم الواحد، فإنها لم تعد جزءًا من الوجبات المدرسية بالمؤسسات التعليمية البريطانية، ورغم ذلك استمرت الشركة في استهداف التلاميذ كزبائن لها من خلال اعتماد خطط تسويقية موجهة لهم بشكل أساسي دون مراعاة المخاطر المسببة لهذه المشروبات .