لم يتوقع المواطن أحمد هادي عريبي، الذي لا يجيد السباحة، أن رفض صديقه مرافقته في رحلة الرعب التي غرق فيها القارب في عرض البحر بجازان، وكاد صديقه يفقد حياته فيها، سينقذه من الموت بعد الله؛ إذ أكد أن المسافة التي قطعها سباحة هو ومرافقه، التي تقدر بـ80 كيلو، كفيلة بقتله.
وقال لـ"سبق" إنه حضر فجرًا إلى مرسى "السهي"، والتقى صديقه محمد، وأخبره بأنه لا يستطيع مرافقته للصيد في هذا اليوم؛ كون قاربه به "كسر"، يتسبب في تسرب المياه إلى داخله، وأنه في حال الغرق لن يستطيع النجاة؛ كون "عريبي" لا يجيد السباحة، ويعاني مرض السكر.
وبيَّن أنه تركه، وتوجه إلى البحر مع صياد آخر، وعند عودته الساعة السابعة صباح يوم الجمعة لم يجد القارب الذي ادعى صديقه محمد أنه مكسور في موقعه بالمرسى؛ الأمر الذي أغضبه.
وأوضح أنه انتظر حتى يعاتبه عند العودة إلا أنه تأخر كثيرًا. لافتًا إلى أنه كان لديه معلومة أنه سيعود من رحلة الصيد إلى "الشاطئ" بعد أربع ساعات، وأن تسجيله 24 ساعة في حرس الحدود كان للاحتياط فقط في حال التأخير.
وبيّن "عريبي" أنه بعد مُضي أربع ساعات قدم بلاغًا للجهات المعنية بعد أن شعر بحالة من الخوف وعدم الاطمئنان على صديقه ومرافقه. لافتًا إلى أنه توجه بعد ذلك مع صياد آخر للبحث عنهما، ووجدا خزان الماء الذي كان على القارب محطمًا ومرميًّا في شاطئ جزيرة. مشيرًا إلى أنه تأكد وقتها أن صديقه ومرافقه أصابهما مكروه.
وواصل "عريبي" قوله بأنه بعد ذلك بدأ البحث بشكل جدي.. مشيرًا إلى أن فِرق حرس الحدود عثرت عليهما عند الساعة الثامنة مساء بعد ساعات طويلة من تحطم القارب، وأن قِطعًا خشبية تشبثا بها كان لها الفضل بعد الله في إنقاذهما من الموت.
وأشاد "عريبي" بالدور الكبير الذي بذلته فِرق الإنقاذ بحرس الحدود، مبينًا أنه منذ تلقيها البلاغ بدأت في تمشيط عرض البحر في سبيل العثور عليهما. وقال إن صديقه ومرافقه غادرا المستشفى بعد أن تحسنت حالتَيْهما.
فيما نفى حرس الحدود بقطاع جازان لـ"سبق" ما يتم تداوله عن امتناعه عن البحث عن الصيادَين كونهما سجلا 24 ساعة، بدليل الشهادة التي أدلى بها عريبي صديق أحدهما؛ إذ بيّن لـ"سبق" أنه شاهد بعينه الفرق تمشط البحر منذ وقت مبكر.
وكانت الدوريات البحرية بقطاع الموسم بحرس الحدود بمنطقة جازان قد تمكنت مساء أمس الأول الجمعة من إنقاذ صيادَين "مواطن ومقيم" بعد أن تعرضت واسطتهما للغرق بسبب انقلابها لسوء الأحوال الجوية، وارتفاع الموج.