

تشهد وكالات السفر في السعودية ومصر خلال الأيام الأخيرة انتشار طريقة احتيالية جديدة، تستهدف العاملين في القطاع عبر استغلال عنصر الوقت والثقة، من خلال إرسال إيصالات تحويل مزوّرة لدفعهم لإصدار التذاكر أو الحجوزات الفندقية قبل التحقق الفعلي من وصول المبلغ.
وتعتمد الطريقة – بحسب مصادر عاملة في القطاع – على تواصل أحد المحتالين مع موظف الوكالة طالبًا حجوزات سفر عاجلة جدًا، وغالبًا لرحلات قريبة خلال 24 أو 48 ساعة، مع لافتة أساسية تجذب الانتباه: لا يناقش في السعر مطلقًا، ويقبل أي عرض يُقدّم له فورًا، في محاولة لإيهام الموظف بأنه عميل جاد.
ويقوم المحتال بإرسال جوازات السفر فورًا بهدف تعزيز الثقة، قبل أن يختار توقيتًا حساسًا لإرسال إيصال التحويل البنكي المزور، ويكون ذلك عادة بين الثامنة والتاسعة مساءً؛ وهو توقيت يدرك المحتال أن أقسام المحاسبة في الوكالات أغلقَت أعمالها فيه.
ويؤكد المحتال حينها أنه قام بالتحويل، وأن التحقق سيتم في صباح اليوم التالي، ما يدفع عددًا من الموظفين – خصوصًا الجدد أو العاملين في الفروع المزدحمة – لإصدار التذكرة أو الحجز الفندقي، خشية ضياع العميل أو تأخر الحجز.
وفي صباح اليوم التالي، يظهر الاحتيال بوضوح حين يخطر قسم المحاسبة الموظف بأنه لا يوجد أي مبلغ وصل للحساب، لتصبح الوكالة أمام خسارة مباشرة، خصوصًا إذا كانت التذكرة أو الحجز غير قابل للاسترجاع، وهو ما يتسبب في تحمل الموظف أو المنشأة كامل القيمة المالية.
وتشير مصادر في وكالات سفر بالرياض والقاهرة إلى أن هذه الممارسات تزايدت خلال الأسابيع الماضية، ويقوم بها أشخاص محترفون يعتمدون على تكرار السيناريو ذاته مع وكالات متعددة، ما يجعلها طريقة منظمة وليست حالات فردية.
وحذّر مختصون وكالات السفر من:
عدم إصدار أي تذكرة أو تأكيد حجز قبل ظهور المبلغ فعليًا في الحساب البنكي.
عدم الاكتفاء بصورة إيصال التحويل، مهما بدت رسمية.
وضع سياسة داخلية تمنع إصدار التذاكر بعد نهاية دوام المحاسبة دون تحصيل مسبق.
توعية الموظفين الجدد بأساليب الاحتيال الحديثة.
التدريب على الامن السيبراني وادواته .
وأكد المختصون أن هذا الأسلوب بات ظاهرة تستهدف قطاع السفر تحديدًا، ويستغل ثغرات الوقت والضغط وسرعة إنجاز الحجوزات، ما يتطلب يقظة تامة وإجراءات صارمة لحماية العاملين والوكالات من خسائر مالية مباشرة.