"فلكية جدة": "نبتون" يصل إلى حالة التقابل غدًا وسيكون في بأقرب نقطة للأرض
قال رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة: إن كوكب نبتون سيصل غدًا الجمعة 16 سبتمبر 2022 إلى حالة التقابل؛ حيث يكون بزاوية 180 درجة بالنسبة للشمس بسماء الأرض عند الساعة 01:12 بعد منتصف الليل بتوقيت مكة (10:12 مساءً بتوقيت غرينتش)، وسيكون كذلك في أقرب نقطة من كوكبنا.
ولفت أبو زاهرة إلى أن وصول نبتون إلى أقرب نقطة من كوكبنا هو حسب المقاييس الفلكية ولكنه لا يعني فعليًّا أنه "قريب"؛ فهو الكوكب الثامن من حيث البعد عن الشمس وفي هذا التقابل سيكون نبتون على مسافة 4.324.879.560 كيلومترًا من الأرض.
وتابع: تَحدُث ظاهرة تقابل نبتون في كل مرة تعبر الأرض بين الشمس ونبتون، وفي التقابل يكون الكوكب الأزرق وجهه مضاءً بالكامل بنور الشمس مقارنة بأي وقت آخر خلال السنة، ويُرصد في قبة السماء طوال الليل وهو أفضل وقت لرؤية وتصوير الكوكب؛ حيث يشرق مع غروب الشمس ويصل أعلى نقطة في السماء عند منتصف الليل ويغرب مع شروق شمس اليوم التالي.
وأضاف أبو زاهرة: من المعروف عادة عندما تكون كواكب مثل (المريخ، المشتري) في التقابل مع الشمس، تكون في قمة بريقها ولمعانها؛ ولكن هذا لا ينطبق على كوكب نبتون؛ فحتى مع وصول نبتون إلى حالة التقابل؛ فإنه بسبب المسافة الشاسعة جدًّا التي تفصلنا عنه يبقى خافتًا جدًّا؛ فهو الكوكب الوحيد في نظامنا الشمسي الذي لا يمكن رؤيته بالعين المجردة مطلقًا، فنبتون أخفتُ خمس مرات من أي نجم خافت يشاهد في سماء حالكة الظلمة، لكن يمكن رؤيته من خلال المنظار الثنائي ومن التلسكوبات القوية سيظهر كنقطة زرقاء.
وأكمل: كوكب نبتون اكتُشف حديثًا فأول رصد له كان في 23 سبتمبر 1846، وهو رابع أكبر كوكب في نظامنا الشمسي، وأول كوكب يُكتشف من خلال العمليات الحسابية وأكبر أقماره يسمى (ترايتون) اكتُشف بعد 17 يومًا من اكتشاف الكوكب نفسه، وهو القمر الكبير الوحيد الذي يدور في اتجاه معاكس لدوران نبتون حول محوره، وللمقارنة يستغرق ضوء الشمس ليصل نبتون 4 ساعات؛ في حين يصل الأرض في 8 دقائق فقط.
وأكد "أبو زاهرة" أن نبتون يُكمل دورة واحدة حول الشمس في 165 سنة؛ ولكنه يستغرق أقل من 16 ساعة ليكمل دورة واحدة حول محوره، وقد تمت تسميته نسبة إلى (رمز البحار) حسب الأساطير الرومانية، ويرجع السبب في لونه الأزرق لغزارة ووفرة غاز الميثان في غلافه الجوي.
جدير بالذكر أن كوكب نبتون زاره المسبار فوياجر 2 في 25 أغسطس 1989 ولم تزره بعد ذلك أي مركبة فضائية من صنع الإنسان.