يشارك مركز الملك سلمان بن عبدالعزيز للترميم والمحافظة على المواد التاريخية ضمن فعّاليات جناح دارة الملك عبدالعزيز في معرض الرياض الدولي للكتاب، المقام في جامعة الملك سعود تحت شعار "وجهة ملهمة"، ويُعرف المركز بشكل عملي بدوره المهم في المحافظة على الوثائق والمخطوطات القديمة والاعتناء بها، من خلال خبير ترميم تابع للمركز يجري تجربة عملية على ترميم صحيفة قديمة.
وتتضمّن عملية المحافظة على الوثائق والمخطوطات في المركز 6 مراحل، وطبقًا للموقع الإلكتروني للمركز هي: المرحلة الأولى، التعقيم، وتهدف إلى القضاء على الآفات الحشرية والفطريات الموجودة داخل الوثائق وأوراق المخطوطات وأغلفتها الجلدية، التي يسبب بقاؤها وعدم مكافحتها مع مرور الوقت الإتلاف الكامل لها، وانتقال تلك الإصابات إلى مخطوطات ووثائق أخرى سليمة مجاورة، والمرحلة الثانية، المعالجة، وتهدف إلى إعادة الوثائق والمخطوطات إلى حالتها الطبيعية وتنظيفها من الأتربة والمواد الحامضية والكيميائية، التي يهدد بقاؤها الوثائق والمخطوطات.
المرحلة الثالثة، الترميم، وهو العنصر الأساس في عملية المحافظة على الوثائق والمخطوطات، ويكون الترميم إما جزئيًا وإما كليًا، ويعتمد الترميم حسب حجم الجزء المصاب ومدى الضرر، الذي لحق بالوثيقة أو المخطوطة، وتشتمل هذه العملية على إجراء الترميم اللازم من حيث سدّ الثقوب وإكمال الأجزاء المفقودة وتقوية أوراق الصحيفة، والمرحلة الرابعة الميكروفيلم، وهو وسيلة آمنة لحفظ الوثائق والمخطوطات القديمة، لفترة زمنية تجاوز مائة عام.
المرحلة الخامسة، التصوير الرقمي، ويتم خلالها تحويل أشرطة الميكروفيلم إلى مواد رقمية تُحفظ على قرص مدمج، والمرحلة السادسة، التجليد، وهو الإجراء المكمل لعملية المحافظة على المخطوطات والكتب النادرة، إذ بعد الانتهاء من عمليتي المعالجة والترميم للمخطوطة، يتولى قسم التجليد إعادة تجليدها من جديد بالجلد الطبيعي أو الصناعية وزخرفتها بالنقوش المذهبة.
يُذكر أن دارة الملك عبدالعزيز بدأت الاهتمام بالترميم منذ إنشائها في عام 1972م، ثم أنشأت الدارة مركزًا متخصصًا في الترميم عام 2005م افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عندما كان وقتئذٍ أميرًا لمنطقة الرياض.