على مدار عقود طويلة، أولت المملكة اهتمامًا كبيرًا بعمارة المساجد والمراكز الإسلامية، سواء في المملكة أو العالم، وذلك إيمانًا منها بأهمية تلك المراكز ودور العبادة في ترسيخ مفاهيم الدين في نفوس المسلمين كافة، باعتبارها مكانًا لممارسة العبادة، والتحاور والتقارب بين المسلمين بعضهم بعضًا، فضلًا عن كونها مكانًا لعقد لقاءاتهم ومناسباتهم المختلفة، كما كان عليه الوضع في العصور السابقة.
وجاء إعلان الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بتكفل المملكة بترميم المركز الإسلامي في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، وذلك بعد تعرض أجزاء كبيرة من المركز لحادث حريق الشهر الماضي، بمثابة امتداد لمسيرة المملكة وتاريخها الطويل في دعم بيوت الله في دول العالم.
وأتى الإعلان تأكيدًا على حرص ولي العهد الشخصي، واهتمامه بالمراكز الإسلامية في الدول الشقيقة والصديقة كافة، لما لها من دور كبير في تربية الأجيال الناشئة، ونشر سماحة الإسلام ورسالته القائمة على السلام والاعتدال والحوار.
ويعكس الإعلان مدى قوة العلاقات التي تربط القيادة في المملكة ودولة إندونيسيا الشقيقة، وقِدم هذه العلاقات والتآخي بين قيادة البلدين، كما أنه يؤكد من جانب آخر اهتمام المملكة وتقديرها لجمهورية إندونيسيا حكومةً وشعبًا.
وتبلغ مساحة المركز الإسلامي في العاصمة الإندونيسية جاكرتا 109.435 مترًا مربعًا، ويضم المركز العديد من المرافق، منها مسجد بمساحة 2200 متر مربع يتسع لأكثر من 20 ألف مصلٍ، إضافة إلى مركز دراسات بحثية، وقاعة مؤتمرات.
وتفخر قيادة المملكة دائمًا بخدمتها للإسلام والمسلمين في جميع بقاع العالم، حيث كرست إمكانياتها وموقعها الإقليمي والدولي لخدمة الإسلام والمسلمين وتقديم المساعدات لهم في مختلف بقاع الأرض. وتنامت وتوسعت جهود المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان في خدمة الإسلام والمسلمين، وتقديم العون والمساعدة للدول الإسلامية وإعمار الجوامع والمساجد والمراكز والأكاديميات والمدارس الإسلامية في أنحاء المعمورة؛ لتلقى كل التقدير والامتنان من جميع الدول العربية والإسلامية حكومات وشعوبًا ومن كل الشعوب المسلمة على مختلف مشاربهم وأمصارهم، فهي تعينهم في أداء واجباتهم الدينية، والحفاظ على هوياتهم الإسلامية من الانصهار، والتحلل في المجتمعات غير المسلمة.
ولطالما حرصت المملكة على وولاة أمرها على دعم المراكز والمبادرات والمشروعات الإسلامية، التي ترسخ مفهوم الوسطية والاعتدال في الإسلام، دون غلو أو تطرف، ومنذ أن تأسست المملكة، اعتنى ولاة أمرها ببناء المساجد وعمارتها، لما للمساجد في الإسلام من منزلة خاصة ومكانة عالية، وتأتي إندونيسيا في مقدمة البلدان التي حظيت بدعم المملكة في هذا المجال، لكونها أكبر بلد إسلامي من حيث عدد السكان.
وتقوم المملكة بتوجيهات من ولاة الأمر فيها، بخدمة دور العبادة في العالم الإسلامي، وهو امتداد للمنهج الذي قامت عليه منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وحتى العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود من تحكيم كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في جميع أمورها في الحياة، ومن نشر عقيدة التوحيد، والدعوة إلى الله في أنحاء الأرض.