عبدالمقصود خوجة.. أيقونة الثقافة ومجالس الفكر الأسبوعية

قدّم عديداً من الدراسات المختصّة في المجال الثقافي والإعلامي
الأديب عبدالمقصود خوجة
الأديب عبدالمقصود خوجة
تم النشر في

أثرى الأديب عبدالمقصود محمد سعيد عبدالمقصود خوجة؛ الساحة الثقافية والاجتماعية بعديدٍ من المناشط والفعاليات في المملكة أبرزها تأسيسه منتدى الإثنينيّة الثقافي الأدبي بجدة عام 1403هـ، الذي استضاف من خلاله كبار مسؤولي الدولة والعالم من علماء وباحثين في مختلف العلوم المعرفية والعلمية والتطبيقية، وتكريم أكثر من 500 شخصية بارزة في مجالات مختلفة؛ إلى جانب جمع وطبع ونشر نتاج "الإثنينية" في 187 مجلداً.

وتلقى فقيد الأدب الذي وُلد عام 1936م في مكة المكرّمة، تعليمه في مدارس الفلاح بمكة المكرّمة ثم أتمّ تعليمه في المعهد العربي الإسلامي في دمشق، وتدرج في العمل الحكومي حيث عُيّن مندوباً من الديوان الملكي لدى المفوضيّة السعوديّة في بيروت، وعمل في المكتب الصحفي في السفارة هناك، وشغل منصب مدير المكتب الخاص للمديريّة العامّة للإذاعة والصحافة والنشر بجدة قبل إنشاء وزارتَي الثقافة والإعلام في المملكة، كما شغل منصب مدير الإدارة العامة للصحافة والإذاعة والنشر بجدة.

وقدّم الأديب عبدالمقصود خوجة؛ للساحة الثقافية عديداً من الدراسات المختصّة بالمجال الثقافي والإعلامي؛ وكُرّم من قِبل مجموعة من المجالس والمنتديات في المملكة وخارجها، وتُوّج من قِبل أمير منطقة مكة المكرّمة بجائزة مكة للتميُّز عام 1430هـ في مجال التميز الثقافي، وحصل على الزمالة الفخرية من رابطة الأدب الحديث بالقاهرة؛ تقديراً لجهوده الكبيرة في الحركة الأدبية والفكرية في المملكة والوطن العربي.

وقال وزير الدولة عضو مجلس الوزراء سابقاً الدكتور مدني بن عبدالقادر علاقي؛ إن فراق شخصية كبيرة بحجم الأديب عبدالمقصود خوجة؛ مؤلمٌ حيث ملأ الساحة الأدبية والثقافية بإسهاماته، متوجاً لعقود مضت، بتكريم شخصيات من مختلف الأطياف، في إثنينيته الأسبوعية، التي حرص من خلالها، على أن يكون اختيار الشخصيات المكرمة، وفق معايير موضوعية، تبعاً لإسهاماتها الوطنية في مختلف المجالات، ولم تقتصر على المجال الأدبي فقط.

ولفت إلى أن الإثنينية برزت كمعلمٍ، يحرص الكثير على الحضور والوجود، وتحوّلت إلى منتدى ثقافي إقليمي، إن لم تكن على المستوى العالمي؛ كتجمُّع مُلهم للحراك الثقافي والأدبي والفكري.

بدوره، تطرّق وزير الثقافة والإعلام سابقاً الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة؛ لدور الأديب عبدالمقصود خوجة؛ في خدمة مسيرة الثقافة والأدب في المملكة؛ وقال: "إنه إثراءٌ أدبي ورمزٌ للعطاء في المجال الثقافي؛ وأكبر دليلٍ على ذلك هو إطلاقه إثنينيته التي تشكل رمزاً أدبياً وملتقى لكبار رجال الأعمال والإعلام والفكر والثقافة والتاريخ والأدب على مدار عقودٍ من الأزمنة".

وأشار إلى أن الأديب الراحل كان عنواناً للرجل الداعم للعمل الثقافي؛ وهذا امتدادٌ لوالده محمد سعيد عبدالمقصود خوجة؛ الذي يعد أحد رؤساء تحرير جريدة "أم القرى"؛ فتجده داعماً للحراك الثقافي والأدبي ومشاركاً في مختلف الفعاليات، واستضافة النخب الثقافية والفكرية في داره؛ لحرصه على مد جسور التواصل مع رجالات الثقافة والأدب، وإيجاد مساحة للمناقشة والتحاور خدمة للحركة الثقافية بشكل عام.

من جانبه، أوضح أستاذ الأدب والنقد الدكتور عبدالمحسن بن فراج القحطاني؛ أن الأديب عبدالمقصود خوجة؛ زرع بصمته "الإثنينية" حتى غدت منارة يُستضاء بها؛ ليس على مستوى المملكة ولا حتى العالم العربي؛ بل العالم الإسلامي؛ لأنه أنشأها لهم جميعاً وسخّر لها ماله ووظّف لها موظفين يتولون تفريغ التكريم بمداخلاته، فيطبعها طباعة أنيقة وطبع أعمال الرواد في مجلدات متعددة.

وعن الإثنينية، قال الدكتور القحطاني: "أنا أعدّها أشهر صالون أدبي على مستوى العالم العربي والإسلامي، وشهرتها جاءت بزفّ ما يُقال فيها طباعة وتسجيلاً وقامت بنفسها بحفظ ذلك كله، طباعة ومرئياً على حد سواء؛ لذا كانت مطبوعاتها مصدراً ومرجعاً للباحثين وشداة العلم".

بدوره، أفاد رئيس نادي جدة الأدبي الثقافي الدكتور عبدالله بن عويقل السلمي؛ بأن الأديب عبد المقصود خوجة شخصية شكّلت علامة بارزة بحضوره الاقتصادي والوطني والثقافي في إثنينيته التي هي الأبرز على مستوى العمل الثقافي في الوطن، وشكّلت معلماً بارزاً لسنوات طويلة.

وقال الدكتور السلمي: "إن الأديب خوجة استطاع أن يوائم بين الاقتصاد والثقافة فربما وظّف قدراً من المال من أجل العمل الثقافي الرائد، وكانت الإثنينية عامرة تشكّل في جدة مائدة ‏معرفة كل أسبوع من كل شهر".

وأبرز الناقد والأديب الدكتور سعيد بن مصلح السريحي؛ الإثراء الأدبي والفكري الذي كان محل دعم واهتمام فقيد الثقافة عبدالمقصود خوجة؛ الذي جعل من إثنينيته واحة غناءة ينهل من مناشطها وفعالياتها المختلفة كبار مَن شرّفوها بالحضور والمشاركة في موضوعاتها المختلفة النواحي؛ التي وصل صيتها مختلف نواحي المملكة والوطن العربي.

وقال رجل الأعمال الدكتور محمد بن عبود العمودي؛ "إن الأديب عبدالمقصود خوجة؛ جمع بين ممارسة العمل التجاري الذي تعايش معه وخاضه فترة من الزمن، وبين تجنيد جُل وقته لدعم الثقافة والأدب والاهتمام بتكريم رجالها من داخل المملكة وخارجها؛ عبر إثنينيته التي حملت اسمه منذ تأسيسها".

وعدّ مدير جمعية الثقافة والفنون بجدة محمد بن إبراهيم آل صبيح؛ الأديب الراحل أحد أهم صُناع الثقافة في المملكة، وكان منزله منارة للثقافة والفنون ونافذة مضيئة في المشهد الثقافي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org