قفزات كبيرة حققتها المملكة في مجال التعليم، والتطوير، والابتكار، بخطوات تسبق ما كان متوقعاً وما تم وضعه من أهداف، جعلها محط أنظار للعالم لدراسة تجربتها للنهوض بهذا المجال وغيره من المجالات، مواكبة لرؤية المملكة 2030.
استراتيجية ناجحة اتبعتها حكومة المملكة ووزاراتها، ومن بينها وزارة التعليم، التي افتتحت على مدار السنوات الماضية 70 برنامجًا للتدخل المبكر في الروضات الحكومية، إلى جانب افتتاح فصول لتقديم الخدمات التعليمية للطلاب والطالبات المصابين بالأورام، وزيادة نسبة الالتحاق برياض الأطفال والصفوف الأولية، إضافة إلى إطلاق (104) مراكز للعلوم والرياضيات STEM في سائر مناطق المملكة.
كما عملت رؤية 2030 على رفد المؤسسات التعليمية خصوصًا المدارس بما يلزم من أجهزة حاسوبية وأجهزة عرض للتنوع في عملية التدريس، وتجهيز المختبرات العلمية بكل ما يلزمها من أجهزة وأدوات، إضافة إلى السبورة الذكية التي أصبحت ضرورة من ضروريات التعليم العصري.
وأطلقت وزارة التعليم العديد من البرامج والمبادرات التطويرية، وعلى رأسها البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين، والأولمبياد الوطني للإبداع العلمي، بالإضافة إلى زيادة عدد فصول الموهوبين إلى (998) فصلاً للبنين والبنات، واعتماد نظام التسريع في الانتقال عبر السلم التعليمي إلى صف دراسي أعلى الذي استفاد منه (812) طالباً وطالبةً.
ونفذت الوزارة حتى عام 2021، مشروعات مباني تعليمية بتكلفة نحو 9 مليارات ريال لاستيعاب ما يقرب من 460 ألف طالب وطالبة، بالإضافة إلى التخلّص من المباني المستأجرة وإيجاد الحلول العاجلة لحالات التكدس في مدارس المناطق والمحافظات الكبيرة.
وفي التعليم الجامعي الطاقة السريرية للمستشفيات الجامعية إلى (1916) سريراً، بالإضافة إلى ارتفاع عدد الجامعات والكليات الأهلية إلى 97 كلية و15 جامعة.
وارتفع عدد الجامعات السعودية في التصنيف العالمي للجامعات "شنغهاي" لعام 2023 إلى 12 جامعة سعودية مقارنةً بـ 7جامعات في العام 2022 حسب آخر نسخة من التصنيف، وذلك بعد إدراج خمس جامعات سعودية في تصنيف هذا العام.
وحققت الجامعات السعودية مراكز متميزة، حيث حافظت جامعة الملك سعود على المركز ما بين 101-150 عالمياً، تلتها جامعة الملك عبدالعزيز التي حلّت في المركز ما بين 151-200 عالمياً، فيما تقدمت جامعة الطائف بشكل كبير لهذا العام بحصولها على المركز ما بين 201-300 مقارنةً بمركزها 401-500 في العام السابق.
من جهة أخرى دفع القطاع التعليمي بعدد من الوظائف الشاغرة في مجال التوظيف، حيث أعلنت وزارة التعليم عن 11551 وظيفة تعليمية للعام الدراسي 1445هـ، في عدد من التخصصات في إدارات التعليم للجنسين بنظام التعاقد، من خلال المنصة الوطنية الموحدة للتوظيف "جدارات".
ووضعت الوزارة أهدافاً تسعى لتحقيقها، تتمثل أهمها في العمل على أن تكون المملكة من بين أفضل 10 دول في مؤشر التنافسيّة العالميّة بحلول عام 2030 .
يأتي ذلك انسجامًا مع التطلعات التي أعلنها سمو ولي العهد، والأولويات للبحث والتطوير والابتكار في المملكة للعقدين القادمين.
وتستند التطلعات والأولويات إلى أربع أولويات رئيسية تتمثل في صحة الإنسان، واستدامة البيئة والاحتياجات الأساسية، والريادة في الطاقة والصناعة، واقتصاديات المستقبل؛ بما يعزز من تنافسية السعودية عالميًّا وريادتها، ويتماشى مع توجهات رؤية السعودية 2030 وتعزيز مكانتها كأكبر اقتصاد في المنطقة.