نشأت العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وجورجيا في 27 مايو 1994م، ورغم قِصر تاريخ العلاقات بينهما؛ إلا أن المملكة تُعد من أوائل الدول في العالم، التي أقامت علاقات دبلوماسية مع جورجيا، التي لم تعلن استقلالها سوى في 9 أبريل عام 1991م، عقب انهيار الاتحاد السوفيتي، الذي كان قد ضم جورجيا إلى أراضيه منذ 1918م؛ ما يعني أن إمكانية إقامة العلاقات الدبلوماسية لم تكن متاحة للمملكة أو غيرها من الدول مع جورجيا، نظراً لأنها كانت جزءاً من الاتحاد السوفيتي.
وتطورت العلاقات بين السعودية وجورجيا بوتيرة متنامية خلال 28 عاماً الماضية، ومن أبرز مظاهر التعاون توقيعهما في مايو 2016م، اتفاقية عامة للتعاون على أساس الإطار التعاقدي والتشريعي بين البلدين، وقد اتخذت الاتفاقية، التي وقعت في مقر وزارة الخارجية الجورجية، أساساً للاتفاقيات الثنائية الأخرى، التي وقعت بعد ذلك في مختلف المجالات، كما أدت إلى تطوير التعاون بين الدولتين في مجالات التجارة والاستثمار والطاقة والزراعة والسياحة.
وفي مارس 2018، وقع وزيرا مالية المملكة وجورجيا في الرياض، على اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي في الضرائب على الدخل، وعلى رأس المال، ومنع التهرب الضريبي، وتكمن أهمية الاتفاقية، وفقاً لما بيّن وزير المالية محمد الجدعان، في أنها تمثل إطاراً قانونياً مستقراً يحدد العلاقات الضريبية بين الدولتين، كما تحدد المعاملة الضريبية، التي يخضع لها المستثمر من إحدى الدولتين عند ممارسته للنشاط في الدولة المتعاقدة الأخرى، وتمنع الاتفاقية التي دخلت حيز التنفيذ في أبريل 2019م، الازدواج الضريبي على الدخل المتحقق من نشاط المستثمرين.
ووقع البلدان أيضاً اتفاقية تتعلق بالحركة الجوية، كما تتباحث وزارة المياه والبيئة والزراعة مع الجانب الجورجي، حول مشروع اتفاقية للتعاون في المجالات الزراعية والثروة الحيوانية والسمكية والغابات والمنتزهات الوطنية، ويهتم المستثمرون الجورجيون بالاستثمار في المملكة حيث "تجاوزت الاستثمارات الأجنبية المباشرة لجورجيا في المملكة 100 مليون دولار أمريكي عام 2018"، بحسب ما ذكر سفير جورجيا السابق في المملكة جورج جانجغافا في حوار مع صحيفة "الرياض"، ومن المتوقع أن تسفر الزيارة الرسمية الحالية لرئيس وزراء جورجيا إيراكلي غاريباشفيلي إلى المملكة، عن مزيد من تنامي العلاقات بين البلدين.