تمثل بحيرة "الأصفر" بالأحساء، أحد أهم المواقع السياحية البيئية في المملكة، كما تُعد أكبر بحيرة في الجزيرة العربية؛ حيث تصل لأكبر مدى جغرافي بمساحة 48كم في منطقة الخليج، وتعتبر الوحيدة في المملكة التي تعيش فيها حياة فطرية متكاملة.
وموقع بحيرة الأصفر هو من المواقع الاثني عشر التي انضمت بها واحة الأحساء إلى قائمة التراث العالمي لليونسكو، وأصبحت البحيرة ضمن المسارات السياحية التي اعتمدتها هيئة السياحة في الأحساء.
وتحظى بحيرة الأصفر بإقبال السياح؛ لما تتمتع به من طبيعة خلابة وغطاء نباتي؛ حيث إنها محاطة بأنواع متعددة من الأشجار مثل أشجار الأرطى والشنان والسرخس، ويطلق عليها بعض الشيوخ في الأحساء "كحل الصيف وبياض الشتاء"؛ نسبةً لزيادة الصرف الزراعي الذي يحوّل البحيرة للون الغامق صيفاً وفي الشتاء تزداد مياه الأمطار فيصبح اللون فاتحاً.
وتُعد البحيرة محطة استراحة لهجرات الطيور المختلفة التي تعبر مرتين في العام من الشمال إلى الجنوب ومن الجنوب إلى الشمال، وتتنوع هذه الطيور من كبيرها كالبط والأوز، إلى صغيرها كالبلابل والعصافير.
كانت البحيرة تسمى سابقاً ببحيرة هجر، ثم أخذت اسمها الحالي من الأصفر الثعلبي حاكم المنطقة في عصر بني العباس، وتحيط بالبحيرة الكثبان الرملية؛ ولذا يُعتبر الوصول إليها أمراً شاقاً إلا عن طريق سيارات الدفع الرباعي.
وذكرت البحيرة على لسان العديد من المؤرخين الذين ذكروا أن البحيرة هي أصل المياه في الأحساء قديماً؛ حيث كانت سابقاً امتداداً لنهر المحلم العظيم الذي يمتد من عين الحارة والعيون القريبة منها؛ ليمر عبر جبل القارة ليصب في الخليج العربي، وكان ممراً للمراكب والسفن؛ حسب ما ذكره المؤرخ عبدالخالق الجنبي.
وبعد انقطاع النهر وجفافه؛ جاء القرامطة سنة 929م، في عهد عبدالله بن الحسن القرمطي بنظام ري زراعي منظم حسب انسيابية الأرض؛ لتنتهي بتجمع مائي ضخم شرق العمران مباشرة.
وقد وثّقت كاميرا المصور عبدالله الشيخ هذه المشاهد للبحيرة ضمن صور ألوان السعودية بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وخص بها "سبق".