ملتقى الإعلام الإلكتروني وإقناع المعلن..!!

ملتقى الإعلام الإلكتروني وإقناع المعلن..!!
تم النشر في
تابعت كغيري الملتقى الإعلامي الإلكتروني "التطلعات والتحديات"، الذي نظمته "صحيفة الأحساء أون لاين" بالتعاون مع جامعة الملك فيصل قبل أيام قلائل. واحتوت جلسات الملتقى على عدد من الموضوعات الحيوية، كدور الإعلام الإلكتروني، ومواقع التواصل الاجتماعي في تعزيز الانتماء الوطني، والتطلعات المستقبلية للإعلام الإلكتروني، وواقع الإعلام في السعودية، والتحديات التي تواجهه، وأخيراً دور وسائل الإعلام التنموي. وخرج المشاركون في الملتقى بعدد من التوصيات التي من شأنها رفع كفاءة العاملين في مؤسسات الإعلام الإلكتروني، من خلال الدعم والتشجيع والتدريب والمؤازرة؛ لتقوم بواجبها التنويري والتثقيفي والتوعوي، وتحقيق الأمن الفكري من خلال تنمية الحس الوطني، ومواجهة الأفكار الضالة.
 
ومن وجهة نظري، حقق الملتقى نجاحاً يزيد من رصيد الصحف الإلكترونية لعوامل عدة، أولاً: الاختيار الجيد لمحاور الملتقى، فضلاً عن مشاركة كوكبة من البارزين في الإعلام الورقي والرقمي برؤاهم وأفكارهم. وهناك ملاحظات بسيطة تتمثل في أن الصحف الرقمية لم تقم بالنقل المرئي لفعاليات الملتقى تاركة ذلك للقنوات الفضائية، علماً بأن هذه الخاصية متوافرة بها، وهي التي تزيدها تميزاً وتفرداً عن الورقية، وركزت فقط على التغطية الخبرية والتقريرية، وهذا الإهمال ما كنا نتوقعه، ولاسيما أن الملتقى يبرز دور الإعلام الالكتروني، وكان حرياً باللجنة الإعلامية المبادرة في النقل المرئي وبثه، سواء عن طريق الفيس بوك أو تويتر أو حتى الواتس أب، أو من خلال الصحيفة نفسها التي اجتهدت مشكورة بتنظيم الملتقى.
 
وبطبيعة الحال، أي حديث عن الإعلام الرقمي لا بد أن ينسحب معه الحديث عن الورقي، سواء جاء ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر. فالدكتور عثمان الصيني رئيس تحرير صحيفة "مكة" من خلال ورقته التي طرحها يشرح معنى مصطلح "تراسل الإعلام"، أي لا شيء يموت ولا شيء يعيش، بل الكل يتآزر، إلا أن بعض الصحف تقترب من الموت، وأخرى تشتعل حيوية ونشاطاً، وهذا إنذار واضح للصحف الورقية؛ فقد ألمحت دراسات بأنها في طريقها للتأبين، أما متى؟ فإن الإجابة تتمثل في مقدرة الصحف الورقية على تقديم المنتج الإعلامي المتميز الذي يدفع القارئ لقراءتها، أو تراخيها؛ فلا تتمكن من مواكبة المستجدات في هذا الشأن. والمعلومة التي ينبغي أن يدركها الكثيرون أن الصحف الورقية تعيش على المادة الإعلانية، أما الموارد المستحصلة من التوزيع فلا أظنها قادرة على تغطية الخسائر المادية التي تتكبدها المؤسسات الصحيفة كقيمة الورق وتكلفة التسويق ورواتب الموظفين ومكافآت الكتاب والمراسلين، وغيرها من مسببات الصرف. إذن، الصحف الورقية أمام محكات صعبة في هذه الظروف التي برزت فيها الصحف الإلكترونية، وأضحت المهيمنة بتوافر الهواتف الذكية والوسائل والبرامج التقنية الحديثة. ولا يمكن لأحد أن ينكر ذلك إلا شخص خارج إطار التغيرات التي تحدث. وتؤكد دراسة قام بها أحد الباحثين أن 89 % من سكان مدينة الرياض يطالعون الأخبار من خلال المواقع الإلكترونية. ونقيس ذلك على مدن ومناطق السعودية، بل العالم بأسره. فالزحف الإلكتروني يتزايد يوماً بعد يوم لأسباب كثيرة، منها سرعة الحصول على الخبر، وفي أي موقع، وفي أي وقت، ويقابل ذلك قلة التكلفة المادية..
 
ورغم أن هذه الميزة تُحسب للصحف الإلكترونية فإن ذلك لا يعفيها أبداً من ضرورة تحسين وتطوير كفاءات المحررين. وهذا الذي تنبه له المشاركون في الملتقى، وطرحوه كتوصية مهمة، وهي حاجة مؤسسات الإعلام الإلكتروني إلى رفع مستوى أداء العاملين بها من خلال التدريب والتطوير المباشر والذاتي، وعليها - أي "الصحف الرقمية" - التخطيط في إقناع المعلن؛ لينضم إلى مسارها؛ فهي بالفعل تحتاج إلى موارد مالية تساعدها في الصرف لخدمة الصحيفة، سواء باستمرارية التطوير التقني أو بتخصيص مبالغ في عمليات التدريب واستقطاب الكتّاب البارزين؛ ليكونوا ضمن صوتها الإعلامي. 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org