تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ صلاح بن محمد البدير، عن أشراط الساعة الكبرى, وأوصى فضيلته المسلمين بتقوى الله عز وجل.
وقال: أيها المسلمون قد حان أجل الدنيا وفراغها وأوشك زوالها وانقضائها واقتربت الساعة ودنا قيامها وأزفت الآزفة وقرب وقوعها، كما أخبر رسول الهدى عن حوادثها وعلاماتها وأبان عن أشراطها وإمارتها، وأنذر بذكر دلالتها ومقدماتها ليتنبه الناس من رقدتهم ويحتاطون لأنفسهم ويستعدون ويتداركون ويتوبون قبل أن يباغتوا (فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا), أشراط صحة بها الأخبار وثبتت بها الآثار لا يجوز إنكارها ولا يسوغ ردها وما أتى في النص من أشراط فكله حق بلا شطاط .
وأضاف: مما ظهر من أدلتها ومضى من أشراطها بعثة نبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وعاقب المرسلين الذي أكمل الله به الدين وأقام به الحجة على العالمين، قال صلى الله عليه وسلم: (بعثت أنا والساعة كهاتين، ويشير بأصبعيه فيمده) وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم موته من علاماتها وموته من أعظم المصائب التي دهمت أهل الإسلام، يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: (لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء منها كل شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء، وما نفضنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأيدي وإنا لفي دفنه حتى أنكرنا قلوبنا).
وأضاف فضيلته أن بين يدي الساعة لأيام ينزل فيها الجهل ويرفع العلم وينقص العمل وتظهر البلابل والفتن يرقق بعضها بعضا وتجيء الفتنة ويقول المؤمن هذه مهلكتي ثم تنكشف وتجيء الفتنة ويقول المؤمن هذه ويمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه ويلقى الشح ويكثر الهرج، أي القتل حتى يأتي الناس زمان لا يدري القاتل فيما قتل ولا المقتول فيما قتل القاتل والمقتول في النار.
وأردف "البدير": من أشراط الساعة أن تأتي على الناس سنون خداعة يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة السفهاء من الناس يتكلمون في أمر العامة وتضيع الأمانة ويسند الأمر إلى غير أهله و يلتمس العلم عند الأصاغر ويتباهى الناس في المساجد ولا يعمرونها إلا قليل. ويتقارب الزمان حتى تكون السنة كالجمعة والجمعة كاليوم واليوم كالساعة والساعة كاحتراق السعفة، وإذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة ولا تقوم الساعة حتى يكلم السباع الإنس و يكلم الرجل عذبة سوطه و شراك نعله وتخبره فخذه بما أحدث أهله.
وتابع: في خفقة من الدين وإدبار من العلم يخرج الدجال مسيح الضلالة رجل من بني آدم و ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال فتنته أعظم الفتن أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب، ليس من بلد إلا سيطؤه إلا مكة والمدينة وترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فيخرج إليه كل كافر ومنافق.
وقال "البدير": حين تشتد فتنة الدجال يبعث الله عيسى بن مريم عليه السلام فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق واضعًا كفيه على أجنحة ملكين ويدرك الدجال عند باب لد بفلسطين فيقتله بحربته ُويقتل المؤمنون أتباعه فينهزمون ثم يأذن الله ليأجوج ومأجوج وهم من البشر من ذرية آدم وحواء عليهما السلام سموا بذلك لكثرتهم وشدتهم فيخرقون السد الذي بناه ذو القرنين فيظهرون ويخرجون وهم من كل حدب ينسلون ولا يمرون بماء إلا شربوه ولا بشيء إلا أفسدوه يمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ويمر آخرهم فيقولون لقد كان بهذه مرة ماء, ويفر الناس منهم ويزداد عتوهم واستكبارهم حتى يرسل الله عليهم دودا في رقابهم فيصبحون قتلى .
وختم إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ بالقول: من أشراط الساعة خروج نار من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا يكون لها ما سقط منهم وتخلف تقوم الساعة والرجل يحلب اللقحة فما يصل الإناء إلى فيه حتى تقوم والرجلان يتبايعان الثوب فما يتبايعانه حتى تقوم والرجل يلط في حوضه فما يصدر حتى تقوم ولا تقوم الساعة إلا يوم الجمعة فإذا نفخ في الصور نفخة الصعق لا يبقى خلق في السماوات ولا في الأرض إلا مات إلا من شاء الله ثم ينزل الله مطرًا فتنبت منه أجساد الناس كما ينبت البقل ثم ينفخ في الصور نفخة البعث والنشور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون، وما بين النفختين أربعون ثم يقال يا أيها الناس هلموا إلى ربكم (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ).