بعد حادثة الدهس التي تعرّضت لها سيدة الأيام الماضية في إحدى المناطق، برزت أهمية المطالبة بضرورة حماية وسلامة "المشاة" في الأحياء السكنية، وإلزام المطورين العقاريين بتفعيل الأرصفة، وتفعيل عبور ذلك كواحد من حقوقهم كمشاة، بدلًا من وجود مسارات بدائية أشبه ما تكون بـ"قفز الحواجز"!
وطالب عددٌ من مستخدمي المنصات الاجتماعية بضرورة تأهيل الطرقات ودعمها بأدوات السلامة التي تحمي المشاة أثناء سيرهم من خلال المسارات الخاصة بهم، وكذلك وضع مزالق العبور لذوي الاحتياجات الخاصة، معتبرين ذلك في مقدمة مطالبهم قبل التوعية والتثقيف بأهمية ممارسة المشي؛ حفاظًا على الصحة.
وقال الأكاديمي والإعلامي "فهد البقمي": "أرصفة المشاة ليست ترفًا ولا هدرًا للمساحات، بل هي احتياج وضرورة لأي إنسان يسير على قدميه، معظم شوارعنا لا تأمن نفسك ولا من تحب المشي فيها".
وأضاف: "لا يمكن تحفيز الناس وحثهم على ممارسة رياضة المشي دون أرصفة تحترم حق المشاة.. للأسف شوارعنا للسيارات وليست للبشر".
وشاركه "حمد الخالدي" قائلًا: "حتى نحن كمكفوفين ما نقدر نمشي بأريحية، وأي شخص معي يمشي يحرص على أن يكون الطريق سالكًا وما فيه أي معوقات كمرتفعات أو أي شيء قد يتسبّب في سقوطي".
وعلّق المهندس "أحمد العمير الخريجي" على حادثة دهس امرأة، وقال: "85% من الخطأ يقع على الجهة المخططة والمعتمدة لمشروع الطريق، و15% يقع على السائق لإهماله في متابعة الطريق، وأرفق "الخريجي" نسخة من نموذج يعتقد أنه التخطيط السليم والصحيح للطريق إذا كانت مساحة عرضه 13م، وختم: "يجب توفّر أرصفة تحترم المشاة في مكانها الصحيح.. الإنسان أولًا وليس الآلة".
واستشهد الدكتور "محمد الحربي" بعدد من النماذج، وعلّق عليها قائلًا: "أتمنى صراحة أن تُستنسخ تجربة أمانة المدينة المنورة في أنسنة الشوارع.. تجربة جميلة وتساعد في رفع جودة الحياة".
وتداخل "تركي ناجعي" قائلًا: "أتمنى الكود السعودي يراعي نقاط المشاة وحبذا التشجير. أحياء جديدة تقام شوارعها للسيارات دون مراعاة حق المشاة، وإن وُجِد فهو عبارة عن رصيف قفز حواجز!".
وطالب "بندر بن إبراهيم" بضرورة إلزام المطورين العقاريين بالبدء في تفعيل الأرصفة تزامنًا مع مشاريع السفلتة وتعبيد الطرقات، ومعاقبة من يتعدّى على حقوق المشاة أو لا يلتزم بتنفيذ المسافة المناسبة في الطرقات، وأن تكون ضرورة مُلحِّة قبل حملات التثقيف بأهمية المشي".
وختمت "عفاف عبدالله" بقولها: "للأسف رصيف المشاة يُصنفونه من الكماليات وليس مطلبًا وحقًا للسكان؟". وتساءلت: "هل يُعقل أركب سيارة عشان أروح محل لا يبعد سوى 5 دقائق من بيتي؛ بسبب عدم وجود رصيف؟! إلى متى هذا الإهمال؟ التطوّر والتقدّم يبدأ بالخدمات الأساسية".