يطالب الكاتب الصحفي أحمد الجميعة بوضع جميع قنوات ومنصات التبرع في المملكة لتكون في منصة واحدة حكومية، تقوم بهذه المهمة الوطنية، مستثنيًا من ذلك منصة "ساهم" التي تدعم جهود المملكة للإغاثة والأعمال الإنسانية الدولية، مما يحد بشكل كبير جدًا من ظاهرة التسول الإلكتروني، والمتاجرة بالقضايا الإنسانية، لافتًا إلى أن الإعلان عن إطلاق الحملة الوطنية للعمل الخيري في نسختها الرابعة يوم الجمعة المقبل عبر منصة إحسان، يأتي تشديدًا على اهتمام القيادة الرشيدة بأعمال الخير والبر والإحسان، وتحفيز المحسنين على البذل والعطاء خصوصًا في شهر رمضان.
وفي مقاله "مع التبرعات.. وتعدد المنصات!" بصحيفة "عكاظ"، يقول "الجميعة": "تتعدد قنوات جمع التبرعات في المجتمع عبر منصات متعددة، ومنظمات غير ربحية مرخصة، وجهود ذاتية في الإعلان عن حالات إنسانية في شبكات التواصل الاجتماعي، وجميع هذه الممارسات لا تزال بحاجة إلى كثير من التكامل، وتوحيد الجهود، والتحول الرقمي الذي يضمن جودة البيانات واتساقها وكفاءتها؛ للحد من أي تبرعات قد تتكرر لحالة واحدة في أكثر من موقع جغرافي.
ويعلق "الجميعة" قائلاً: "اليوم لدينا سبع منصات حكومية لتلقي التبرعات (إحسان، تبرع، وقفي، جود للإسكان، شفاء، زكاتي، ساهم)، إلى جانب منصات ومتاجر الجمعيات الخيرية المرخصة من قِبل المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، والتي وصل عدد التراخيص فيها إلى 1750 ترخيصًا، وعلى الرغم من أن هذه المنافذ الرقمية تبذل جهودًا كبيرة في إيصال التبرعات لمستحقيها، وضمان ذلك من خلال عدة مسارات متنوعة للصدقة والزكاة وغيرها، إلّا أن الحاجة لا تزال قائمة إلى توحيد هذه المنصات، والتراخيص، لتكون في منصة واحدة -باستثناء منصة "ساهم" التي تدعم جهود المملكة للإغاثة والأعمال الإنسانية".
ويطالب "الجميعة" بمكافحة التسول الإلكتروني، ويقول: "التحدي الآخر؛ هو بروز ظاهرة التسول الإلكتروني في شبكات التواصل الاجتماعي، وتعاطف البعض معها، على الرغم من وجود المنصات الحكومية المعتمدة، والجمعيات المرخصة، وهذا يتطلب وعيًا مجتمعيًا بأهمية التعامل مع تلك الحالات على أساس أهمية التواصل مع الجمعية الخيرية في النطاق الجغرافي للحالات الإنسانية المعلنة في تلك الحسابات، وطلب باحث اجتماعي من الجمعية للوقوف على الحالة وتقييمها، وذلك قبل تقديم المساعدة عبر الجمعية، وليس من يدير تلك الحسابات".
ويرصد "الجميعة" اهتمام قيادتنا الرشيدة بأعمال الخير والبر والإحسان، ويقول: "يأتي الإعلان عن إطلاق الحملة الوطنية للعمل الخيري في نسختها الرابعة يوم الجمعة المقبل عبر منصة إحسان، تشديدًا على اهتمام القيادة الرشيدة بأعمال الخير والبر والإحسان، وتحفيز المحسنين على البذل والعطاء في شهر رمضان، وتعزيز قيم التكافل بين أبناء المجتمع الواحد، وهذه المكاسب المهمة يضاف إليها أيضاً التشديد على ضرورة توجيه السلوك المجتمعي نحو منصة إحسان لتقديم التبرعات والصدقات والزكوات؛ كجهة موثوقة في إيصالها لمستحقيها، مما يحد بشكل كبير جدًا من ظاهرة التسول الإلكتروني، والمتاجرة بالقضايا الإنسانية في سبيل مكاسب أخرى بعيدًا عما هو معلن".
وينهي "الجميعة" قائلاً: "ننتظر بإذن الله أن تُسهم الحملة هذا العام في تحقيق مستهدفاتها، وتخطي أرقامها المسجلة، وإيصال المساعدات لمستحقيها، من خلال منافذ رقمية، وجهود مشتركة بين منصة إحسان ومنظمات القطاع غير الربحي التي يعوّل عليها الكثير للمساهمة في تلك الجهود، لما تملكه من إمكانات وخطط وبرامج تعزز من العمل الخيري في المجتمع".