بالتزامن مع رؤية 2030، حظي قطاع الصناعة السعودي بالكثير من البرامج والتشريعات اللازمة، بهدف الارتقاء به، والوصول بنسبة إسهاماته في الدخل القومي إلى 20%، وهي النسبة العالمية المعمول بها في الدول الصناعية الكبرى.
ومنذ البدء في تنفيذ برامج الرؤية، يشهد القطاع تطورات ملموسة على أرض الواقع، من خلال مسارات عدة، ليس أولها التوسع في المدن الصناعية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وليس آخرها استحداث التقنيات، وقيام صندوق الاستثمارات العامة بضخ استثمارات في مشاريع القطاع، وآخر تحركات الصندوق، إعلان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة الأمير محمد بن سلمان، عن تأسيس شركة "آلات" لتكون واحدة من شركات صندوق الاستثمارات العامة.
الشركة الجديدة، التي تحمل مسمى "الصناعية للإلكترونيات" (آلات)، لن تكون تقليدية، من خلال تركيزها على مسارات صناعية بعينها، تمثل المستقبل الحقيقي لقطاع الصناعة العالمي، ويشير إلى ذلك، النظرة إلى الشركة، باعتبارها رائداً وطنياً جديداً، يسهم في تعزيز منظومة التصنيع المتقدم والمستدام، بهدف جعل المملكة مركزاً عالمياً للصناعات المستدامة، التي تركز على التقنية المتقدمة والإلكترونيات، بما يعزز التنويع الاقتصادي، وتمكّين القطاع الخاص، تماشياً مع أهداف رؤية المملكة 2030.
وتأسست الشركة الصناعية للإلكترونيات "آلات"، لتكون شركة وطنية رائدة جديدة في المملكة، ضمن قطاع الإلكترونيات، والذي يشهد نمواً عالمياً. وتؤمن المملكة بأن الصناعة الإلكترونية دون سواها، من أهم الصناعات، التي يمكن أن تدعم الاقتصاد الوطني، وتمنح الفرصة للكفاءات الوطنية، لإثبات ذاتها في الأسواق، وذلك من خلال إيجاد منتجات نوعية، تحتاج إليها الأسواق العالمية، كما أنها تمثل نموذجاً متطوراً للصناعات الحديثة، التي تحتاج إلى تقنيات حديثة.
الشركة الجديدة "آلات"، ستتولى مهام محددة، تثمر عن جعل المملكة مركزاً عالمياً للصناعات، وتوطين المعرفة من خلال تنمية الكفاءات المحلية، وتمكين القطاع الخاص، كما ستعزز الابتكار في مجال التقنية والصناعات المتقدمة، وستعمل على استحداث آلاف فرص العمل والفرص الاستثمارية، وهو ما ينعكس إيجاباً.
ولا تتوقف مهام شركة "آلات" على ما تقدم، وإنما ستتيح فرصة تعزيز التحول في القطاع الصناعي عالمياً، عبر بناء شراكات وتقديم حلول صناعية مستدامة، تعتمد على مصادر الطاقة النظيفة في المملكة، والاستثمار في تقنيات جديدة، وتعزيز سلاسل الإمداد.
ومع اكتمال أهداف الشركة الجديدة، سيكون لدى المملكة قطاع صناعي ضخم، يعتمد على التقنيات الحديثة، وعلى الابتكارات والاختراعات التي يقوم بها الجيل السعودي الجديد، ومن شأن هذا المشهد، أن ينقل المملكة لأعتاب مرحلة جديدة من الصناعة القائمة على التقنيات الحديثة، ويساعد ذلك على إيجاد منتجات كثيرة، تلبي حاجة الأسواق المحلية والعالمية، وليس هذا الأمر ببعيد عن تطلعات رؤية 2030 بإظهار جيل المتطورين والمخترعين، وجعله في المقدمة، من أجل بناء اقتصاد قائم على المعرفة.