
أجرى فريق طبي جراحي بمستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالسويدي، مجموعة من العمليات الناجحة، أنقذت حياة "أربعيني"، أُسعف إلى الطوارئ في حالة حرجة، نتيجة إصابته بالتهاب في غشاء جدار البطن "بريتوني"، وغرغرينا بمنطقة أسفل البطن ومنتشرة حتى كيس الصفن.
وقال د.عوض الله مطر استشاري الجراحة العامة والمناظير رئيس الفريق الطبي المعالج: راجع المريض مركز الطوارئ بالمستشفى وهو يعاني من ارتفاع درجة الحرارة، وآلام أسفل البطن من الناحية اليمنى وكيس الصفن، وراجع عددًا من المستشفيات خلال الأيام الـ"4" السابقة، ووُصفت له مسكنات وخافضات حرارية إلا أن حالته الصحية تدهورت سريعًا، فأُسعف إلى طوارئ المستشفى، ووصل وهو يعاني من فقدان حاد للسوائل، وهبوط في تشبع الأكسجين، وضغط الدم، إضافة إلى تسارع نبضات القلب، وحموضة الدم.
وبيّن الفحص السريري تورمًا في البطن، وتغير لون الجانب الإربي الأيمن للبطن، وكيس الصفن إلى الأحمر "الذوبي الغامق"، مع الإحساس بوجود فرقعة هوائية تحت الجلد.
وبيّنت الفحوصات الطبية الدقيقة التي خضع لها، إصابته بالتهاب حاد في الغشاء البريتوني، مع وجود غرغرينا بكتيرية "غازية" أسفل البطن وجداره، ومتمدد إلى كيس الصفن والخصية اليمنى.
وتابع د.مطر الحاصل على الزمالة الأمريكية: وبعد عمل الإنعاش اللازم بالطوارئ، وإجراء التحاليل والأشعات اللازمة؛ تم تحويل المريض مباشرة إلى غرفة العمليات، وفي هذه الأثناء تم تشكيل فريق طبي من د.عوض الله مطر، ود.طارق الزهراني استشاري المسالك البولية، بالإضافة إلى استشاري جراحة الأورام.. وأضاف أن حالة المريض الحرجة استوجبت إجراء جراحة أولى عاجلة استهدفت السيطرة على الضرر، وتم فيها إزالة كل الأنسجة "المتعفنة"، من كل المواضع المتأثرة بالغرغرينا، مع إجراء استكشاف وغسيل البطن، بعدها حُوّل إلى العناية المكثفة، لمواصلة الإنعاش ودعم أجهزة القلب والتنفس والكلى، مع إبقاء البطن مفتوحًا. وبفضل الله طرأ تحسن كبير في حالته الصحية، وخلال "48" ساعة خضع المريض لعملية جراحية أخرى لإزالة ما تبقى من الأنسجة المتعفنة، وإعادة نظافة البطن ومن ثم خياطتها، وبنهايتها أعيد إلى العناية المكثفة مجددًا، مع تشكيل فريق علاجي متكامل من الطاقم الجراحي المعالج واستشاريي العناية والقلب والالتهابات والمخ والأعصاب وكذلك الكلى، وبدأت حالته الصحية في التحسن باضطراد؛ حيث تم فصل أجهزة التنفس بعد يومين، ومن ثم تحويله إلى غرفة التنويم وقد خرج المريض من المستشفى ولله الحمد بصحة جيدة.