{قُلْ هو الله أَحَد}. هذه الآية القرآنية التي تحمل أسمى معاني التوحيد وصفات الله كانت سببًا مباشرًا في إسلام دكتور ريتشارد مورتيل، وتحوُّله من مساعد قس يعتنق المسيحية الكاثوليكية إلى الدين الإسلامي الحنيف.
فالأكاديمي الأمريكي الأصل، الذي حصل على الجنسية السعودية قبل أيام قليلة، تغيَّرت حياته بين ليلة وضحاها قبل أكثر من نصف قرن عن طريق المصادفة البحتة، وحوّلت مساره من طريق الضلال إلى طريق الهداية.
تبدأ قصة "مورتيل" – كما يرويها في مقطع فيديو - في عام 1973 في الولايات المتحدة، فقد قادته الظروف إلى دراسة اللغة العربية على غير رغبة منه في جامعة مينيسوتا الأمريكية، ووقتها طلب منه أستاذه دراسة بعض قصار السور، ومنها سورة الإخلاص.
وذهب الأكاديمي المتخصص في التاريخ الإسلامي بسورة الإخلاص إلى قاعة البحث؛ لبحث معانيها ومفاهيمها مستعينًا بالمعاجم اللغوية، ولكنه فوجئ بأنها تحل إشكالية كبيرة في الديانة المسيحية، وهي الوحدانية التي تسببت في اقتتال بين طوائف المسيحية المختلفة لقرون طويلة، على حد قوله. وهنا قرر الرجل مناقشة القساوسة بكنيسته التي كان يخدم بها في تلك المعاني التي تنادي بالتوحيد، وتصف صفات الله الواحد الأحد، لكنهم رفضوا مجادلته، واستغربوا سؤاله، واتهموه بالكفر؛ ليتجه إلى البحث والتعمق في الدين الإسلامي، والتعرف على نبي الإسلام محمد -صلى الله عليه وسلم-، إلى أن انتهى به المطاف مسلمًا موحدًا.
وعبر الأستاذ الأكاديمي المحيط الأطلنطي إلى القاهرة عقب إسلامه؛ ليتعمق في الدراسات التاريخية الإسلامية. وفي العاصمة المصرية وفي جامعتها العريقة حصل على درجة الماجستير، ثم الدكتوراه في التاريخ الإسلامي، ثم عبر البحر الأحمر قاصدًا السعودية؛ ليستقر به الحال في أرض الحرمين متنقلاً بين جامعاتها، وعاملاً بالتدريس والبحث.
ويُعتبر "مورتيل" واحدًا من أهم الخبراء في التاريخ الإسلامي؛ إذ استطاع إنجاز 18 بحثًا وكتابًا ودراسة في التاريخ الوطني، وعمل في التحقيق التاريخي، والتحرير العلمي، ومراجعة الكتب، وهو عضو هيئات استشارية، وأعمال تحكيم علمي، وحصل على شهادات تقديرية وتكريمية نظير جهوده الأكاديمية.. كما يعمل في الوقت الحالي رئيسًا لتحرير النسخة الإنجليزية من مجلة "الدارة".
وقبل أيام قليلة صدرت موافقة ملكية بمنحه الجنسية السعودية؛ إذ أكد الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس إدارة "دارة الملك عبدالعزيز"، اهتمام السعودية وقيادتها باستقطاب الخبراء والمفكرين بمختلف المجالات؛ للإسهام في مسيرة بناء مجتمع ثقافي وعلمي متين في البلاد.