تَحَدّث راصد الأهِلّة الفلكي والرائي المشهور عبدالله الخضيري، لـ"سبق" عن أهم الظواهر الفلكية المتعلقة بالهلال؛ مبيناً أطوار القمر ومنازله، وأشكال الهلال في كل منزلة؛ موضحاً معنى "المحاق" ومدته وكيفية ولادة القمر.
كما أوضح كيفية الترائي وشروطها، إضافة إلى طريقة الترائي، وتطرق "الخضيري" لحقائق ومسلّمات تتعلق بالرؤية والحساب، حيث كان هذا الحوار:
على الرائي أن يبدأ رصد الهلال من اليوم الـ25 في نهاية الشهر؛ إذ يقوم برصده ومتابعته من جهة المشرق، من خلال تحديد منزلته وحركته تجاه الشمس، وذلك قبل شروقها، ثم يبدأ في تحديد الفارق بين رؤيته كل يوم واليوم السابق له في الزمان والمكان، ثم يقوم برصد الشروق للهلال في آخر يوم من الشهر "يوم 29"، وتقدير المسافة بينه وبين الشمس.
أهم شروط الترائي: الاستعداد لدى الشخص بالمتابعة الشهرية لحركة القمر، حدة النظر، معرفة منازل القمر، تمييز لون الهلال عن بقية الأجرام الفلكية التي لها أطوار كالزهرة، الوجود في منطقة الرصد قبل غروب الشمس بوقت كافٍ، الاستعانة بأشخاص لتوقيت الزمن، استخدام الوسائل البصرية والاستفادة من المتخصصين في العلوم الفلكية لتحديد مكان الهلال.
يوجد الراصد في مكان مرتفع ومستوٍ وبعيد عن مناطق التلوث، والمسافة التي قدرت في شروقه يوم 29 تؤخذ في الاعتبار أثناء مغيب الشمس، وتعتبر هي مسافة الهلال عن الشمس لحظة الغروب. ويجب على الراصد معرفة خريطة السماء في لحظة الغروب؛ حتى يتيقن الراصد من الرؤية. وقد يستعين الراصد ببعض البرامج الفلكية التي تحدد موقع القمر "الهلال"، ويستعين بمعرفة خط سير الكواكب؛ حتى يستطيع تحديد مكان الهلال.
أشكال القمر ثلاثة: "المستوي": وله عشر منازل، هي "الذابح- بلع– السعود– الأخيبة- المقدم- المؤخر- الرشا- الشرطين- البطين"، منها 4 منازل يكون فيها الهلال شاميًّا و4 منازل يكون فيها الهلال سماويًّا، و"المنحرف"، وله 12 منزلة، هي: "الثريا- الدبران- الهقعة- الهنعة- الذراع- النثرة- الطرفة- الإكليل- القلب- الشولة- النعايم- البلدة"، و"المنتصب" وله 6 منازل، هي: "الجبهة- الزبرة– الصرفة- العواء- السماك- الغفر- الزبانا".
من الدورات المختلفة للقمر دورة شهرية، وهي قسمان: دورة نجمية مقدارها 27 يومًا وجزء من الساعة، ودورة اقترانية مقدارها 29 يومًا و12 ساعة و44 دقيقة، وثانيتان وثلاثة أرباع الثانية. وهذه الدورة هي التي تهم الرائي. كما أن للقمر حركتَيْن، واحدة يومية؛ إذ نراه يسير كبقية الكواكب بسبب دوران الأرض. وحركة شهرية، وهي الحركات التراجعية للقمر.
أطوار القمر هي "المحاق"، وتكون عندما يبلغ القمر 29 يومًا و12 ساعة و44 دقيقة وثانيتين وثلاثة أرباع الثانية. ثم "الهلال الجديد"، ويكون من اليوم الأول من بداية الشهر حتى اليوم السابع ، ويكون القمر على شكل حرف C مقلوب. ثم "التربيع الأول"، ويكون القمر على شكل D، ويبدأ من اليوم الثامن حتى اليوم التاسع. ثم "الأحدب الجديد"، ويبدأ من اليوم العاشر حتى اليوم الثاني عشر. ثم "البدر"، ويكون قمرًا كاملاً، ويكون في الأيام من 13 حتى 16. ثم "الأحدب المنتهي"، وذلك في اليوم السابع عشر والثامن عشر، ويكون شكله قرصًا دائريًّا ناقصًا هلالاً من طرف اليمين.
ثم "التربيع الثاني"، ويبدأ من 21 حتى 23 أو 24، ويكون على شكل حرف D مقلوبًا. ثم "الهلال القديم"، ويكون آخر الشهر، ويبدأ من 25 حتى نهاية الشهر. وهذا الطور هو الذي يهم الرائي؛ إذ ينبغي له أن يتابعه قبل شروق الشمس بقليل "من جهة المشرق"، ويكون على شكل حرف C.
المدة بين المحاق والهلال هي مدة انفصال القمر عن الخط الوهمي "تعامد الشمس والقمر والأرض على خط وهمي"، بحيث إذا كان على الخط الوهمي بين الشمس والأرض يعتبر "محاقًا"، وإذا انفصل عن الخط وكان أقرب للشرق والشمس أقرب للغرب فقد تمت ولادته.
أهم شرط لاعتبار الولادة هلالاً شرعيًّا أن يستنير جزء القمر المقابل للشمس من الأسفل، ويبقى ذلك الجزء منيرًا في الأفق بعد غروب الشمس.
نعم، الولادة يمكن أن تكون مرئية عندما يحدث كسوف للشمس؛ فعندئذ يتخطى القمر الشمس؛ فتحدث الولادة.
منازل القمر 28 منزلة، و12 برجًا موزعة على أربعة فصول، لكل فصل 3 بروج و7 منازل، "لكل برج منزلتان وثلث منزلة من منازل القمر".
إن الهلال لا يسمى هلالاً بعد اليوم الثالث، والأشهر التامة "30 يومًا" لا يمكن أن تتجاوز 7 أشهر في السنة، ولا يمكن أن يتوالى أكثر من 3 أشهر تامة، ولا يمكن أن يتوالى أكثر من شهرين ناقصين "29 يومًا"، وإذا هلَّ الهلال في شرق الكرة الأرضية لا بد أن "يهل" في جهتها الغربية، سواء رُئي أم لم يُرَ، ويمكن أن يهل الهلال في غرب الكرة الأرضية ولا يلزم أن يهل في شرق الكرة الأرضية، بمعنى قد يبدأ الشهر في جزء الكرة الأرضية جهة المغرب قبل بدايته في جزئها الشرقي، ولا يمكن أن يتجاوز الفرق في بداية الشهر في جميع أجزاء الكرة الأرضية يومًا واحدًا، ويكون للكواكب أطوار كأطوار القمر "هلال- بدر-...."، ولكن أطوارها صغيرة بالنسبة لحجم أطوار القمر.