أبدى عدد من النشطاء والمواطنين الكنديين امتعاضهم من التدخل السافر لوزيرة خارجية بلادهم، والسفارة الكندية بالرياض، في الشؤون الداخلية للمملكة، كما عبروا عن انزعاجهم من مخالفة كندا للأعراف والمواثيق الدولية، وعدم اتباعها القنوات الدبلوماسية المتعارف عليها، التي تحكم العلاقات بين الدول.
وكتب مواطن كندي بالمعرف "lambertlake" على "تويتر" منتقداً سياسة بلاده المتناقضة بشأن حقوق الإنسان في كندا: "أي شخص يستخدم المخاوف بشأن حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية لتبرير انتهاك حقوق السكان الأصليين هنا في كندا (على سبيل المثال، بناء خطوط الأنابيب، وما إلى ذلك) لا يهتم بحقوق الإنسان، وهو يستخدم هذه الأخبار فقط لتبرير المزيد من القمع الاستعماري"؛ وذلك في إشارة إلى ما يعانيه سكان كندا الأصليون من انتهاكات تتعلق بسلبهم أراضيهم، كما أصبحت المناطق التي يعيشون فيها مهددة بمخاطر ناجمة عن استخراج المعادن وقطع الأخشاب والتلوث البيئي، فضلاً عن عدم توفر ماء الشرب الصالح في المناطق التي يقطنوها.
فيما أشارت المغردة الكندية "jamei T" إلى تعمد كندا التعرض للمملكة نكاية في ترامب؛ لكون السعودية حليفاً مهماً للرئيس الأمريكي؛ إذ قالت: "ليس هناك من لا يعرف أن أمريكا والسعودية حليفان. ترودو (رئيس الوزراء) وفريلاند (وزيرة الخارجية) يقومان بالاحتكاك عمداً بحلفاء ترامب؛ لكسب التعاطف في انتخابات العام المقبل. هذا ما يحدث هنا. الإضرار بالكنديين للحفاظ على السلطة".
ثم أعقبتها بتغريدة أخرى موجهة رسالة إلى المملكة: "إلى المملكة العربية السعودية: أنا مواطنة كندية ولا أؤيد حكومتي في التدخل في شؤونك الداخلية. إن حكومتنا بقيادة جاستن ترودو هي من أوقعتنا في إحراج دولي. التوقيع: مواطنة تدفع الضرائب".
بينما كتب المغرد الكندي "Rob Sparrow" مشيراً إلى إحصائية للسفارة الكندية عن حجم التعاملات الاقتصادية بين البلدين: "تعتبر المملكة العربية السعودية ثاني أكبر سوق تصدير للسلع الكندية في الشرق الأوسط، كما أنها سوق رائدة للاستشارات الهندسية وغيرها من الخدمات". مضيفاً بسخرية: "أحسنت جاستن ترودو". في إشارة إلى الضرر الذي أوقعه بيان الخارجية الكندية بتلك العلاقات الاقتصادية القوية.
وعبر "Leonard Roxon" عن امتعاضه من تدخل بلاده في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وعدم اتباع القنوات الدبلوماسية المناسبة، بقوله: "الحكومة الكندية دخلت في حرب تويتر مع السعودية (يقصد البيان السافر الذي أصدرته بلاده على تويتر) في شأن داخلي يخصهم؛ مما أسفر عن طرد السفير الكندي وقطع العلاقات التجارية والاستثمارية مع بلادنا". مضيفاً: "ليس منطقياً أن نفعل ذلك؛ نحن لدينا قنوات دبلوماسية لمثل تلك الأمور!".
وأصدرت وزارة الخارجية السعودية بياناً شديد اللهجة استغربت فيه الموقف السلبي والمستغرب من كندا، الذي صدر عن وزيرة الخارجية الكندية والسفارة الكندية في السعودية بشأن ما أسمته "نشطاء المجتمع المدني" الذين تم إيقافهم في السعودية، وأعلنته فيه استدعاء سفير خادم الحرمين الشريفين في كندا للتشاور، واعتبرت السفير الكندي في المملكة شخصاً غير مرغوب فيه؛ وعليه مغادرة السعودية خلال الـ24 ساعة القادمة، كما أعلنت تجميد التعاملات التجارية والاستثمارية الجديدة كافة بين السعودية وكندا، مع احتفاظها بحقها في اتخاذ إجراءات أخرى.