إمام الحرم المكي لضيوف الملك: ديننا محارَب ومَهمتنا كبيرة بنشر الوسطية والاعتدال

قال: يجب أن يركّز مسلمو أوروبا على الدعوة إلى الإسلام وتبيان سماحته
إمام الحرم المكي لضيوف الملك: ديننا محارَب ومَهمتنا كبيرة بنشر الوسطية والاعتدال
تم النشر في

الْتقى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح آل طالب، ضيوف المجموعة "12" من برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة الذي تنفذه حالياً وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في مقر إقامتهم بجوار المسجد الحرام؛ حيث كان في استقباله الأمين العام لبرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة عبدالله بن مدلج المدلج، ورؤساء وأعضاء اللجان العاملة بالبرنامج.

وقال "المدلج": زيارة الشيخ صالح آل طالب تمثّل دعماً كبيراً للبرنامج، وتحقيقاً لأهدافه السامية بمد جسور التواصل بين أئمة المسجد الحرام وعلماء المسلمين من مختلف دول العالم، ويستمر برنامج الضيوف بالتواصل مع جميع الضيوف حتى بعد عودتهم إلى بلدانهم.

بدوره، قال "آل طالب": أمام علماء المسلمين مَهمة كبيرة وتحديات عديدة لنشر الوسطية والاعتدال في دول العالم الإسلامي.

وأضاف: مما يميز برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة، مد جسور التواصل مع علماء الأمة الإسلامية، واستضافته لنخبة من المسلمين من شتى بقاع الأرض.

وأردف: أمانة حفظ الدين مُلقاة على عاتقنا جميعاً والراية الإسلامية اليوم بأيدينا، كما تلقينا هذا الدين عن أسلافنا من العلماء ومن الآباء والمربين؛ يجب علينا أن نبذل الغالي والنفيس لحراسة هذا الدين وتنقيته من الشوائب.

وتابع: يجب علينا اليوم أن نبذل كل جهدنا لتصفية الدين مما عَلِق به، وأن نحفظ الدين في أنفسنا وفي مجتمعاتنا؛ سواء كانت المجتمعات العربية الإسلامية أو ما يسمى بمجتمعات الأقليات في أوروبا.

وقال "آل طالب": تقع علينا اليوم مسؤولية كبيرة برغم أننا على ثقة بوعد الله تعالى بأن هذا الدين منصور ومحفوظ؛ ولكن في نفس الوقت فإن الله سبحانه وتعالى يختبرنا ويبتلينا وجعلنا خلائف في الأرض لينظر كيف نعمل وماذا نقدم للدين.

وحذّر من الوقوع في الخلافات السياسية، والابتعاد عنها، وعدم إدخالها إلى بيوت الله للتجادل فيها؛ مطالباً بأن يركّز مسلمو أوروبا على الدعوة إلى الإسلام وتبيين سماحته.

وذكّر "آل طالب" بما أصاب المسلمين في بقاع كثيرة من الجهد والبلاء والحروب والفقر، وربما حرب الدين، وقال: برغم ذلك علينا ألا نيأس ولا نظن أن الله سيخذل أولياءه، ولا نظن أن هذا الدين سيُغلب أبداً؛ بل الله عز وجل هو الغالب، الرسول صلى الله عليه وسلم بدأ وحده واليوم ترون كيف هي النتيجة.

وأردف: الإسلام محارَب منذ ١٤٣٩ سنة، ومع ذلك يزداد قوة، وكل يوم يدخل مسلمون جدد ويدخل الناس في دين الله أفواجاً ليس بالقوة وإنما بالقناعة؛ لأن هذا الدين يوافق الفطرة إذا عرفه الناس دخلوا فيه.

وتابع: أكبر دولة إسلامية اليوم من حيث عدد السكان هي إندونيسيا، والتاريخ يعرف أنه منذ ١٤٠٠ سنة حتى اليوم لم تقم معركة واحدة في تلك الجهات في جنوب شرق آسيا أبداً، وكل من دخل الدين الإسلامي هناك كان عن طريق التجارة وعن طريق التعامل ومخاطبة الفكر.

وقال إمام المسجد الحرام: هذا الدين عصيّ على الفناء فلا تخافوا أبداً من أن هذا الدين يضعف، المسلمون قد يضعفون إذا ضعُف تمسكهم بهذا الدين، وقد يحدث لهم ابتلاء؛ فالله سبحانه تعالى حكيم؛ ولكن برغم مرور ١٤٣٩ سنة؛ لم يستطع أحد أن يحرّف القرآن أو السنة النبوية الشريفة، ومَن حاول فإن محاولاته كلها باءت بالفشل.

وأضاف: الدين محفوظ؛ لأن الله عز وجل يقيم له رجالاً يحفظونه؛ قائلاً: "قام الصحابة رضي الله عنهم بما يجب عليهم، وضحّوْا، وقام العلماء مِن بعدهم من أئمة الإسلام؛ سواء أئمة الحديث والفقه، أو الأئمة الأربعة المتبعون الإمام أبو حنيفة والإمام مالك والإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل وبقية العلماء ممن حفظوا هذا الدين وحفظوا هذا العلم ومن تبعهم.

وفي ختام اللقاء، كرّم "المدلج" -بحضور الشيخ صالح آل طالب- الجهات المساهمة في نجاح برنامج المجموعة "12" للعمرة، كما قدّم هديةً تذكاريةً تُعبّر عن الشكر والعرفان لإمام الحرم المكي الشريف على دعمه المستمر.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org