توحدت خطب اليوم الجمعة بجميع الجوامع في مختلف مناطق المملكة؛ وذلك تزامناً مع اليوم الوطني للمملكة 94، وإنفاذاً للتوجيه الذي أصدره وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ؛ للحديث عن أهمية تذكير الناس بشكر ما أنعم الله به على هذه البلاد المباركة من نعم متوافرة، والتي منها نعمة الأمن ووحدة الصف واجتماع الكلمة في ظل القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله.
وفي التفاصيل، يأتي ذلك تزامناً مع احتفاء المملكة بالذكرى الـ 94 لتوحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وفي إطار الجهود المتواصلة لوزارة الشؤون الإسلامية بقيادة الوزير في تسخير المنابر الدعوية لما يهم الناس في أمور دينهم ودنياهم ويرسخ قيم الانتماء ويقوي اللحمة الوطنية، حيث ركزت خطب الجمعة اليوم على مفهوم حب الوطن وصدق الانتماء له والمحافظة على مقدراته ومكتساباته واستشعار مكانته وحقوق ولاة أمره، وواجب الفرد والمجتمع تجاه الوطن.
وأكد خطباء الجوامع في بداية خطبهم الموحدة اليوم على فضل عبادة الشكر لله سبحانه وتعالى، مبينين أنها من العبادات العظيمة التي ينعم الناس بثمرتها، وهي اعتراف بحصول النعمة من الله عز وجل وأن شكر النعم سبباً رئيساً في دوامها وزيادتها.
وأشاروا إلى ضرورة استشعار الناس للنعم التي منحهم أياها المولى تبارك وتعالى ومحافظتهم عليها والتي من أهمها نعمة الأمن والأمان والاستقرار التي يعيشونها في هذه البلاد سواء في أنفسهم أو أهليهم أو أموالهم وبيان قيمتها العظيمة، مستشهدين في ذلك بقول الله جلّ شأنه {فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف}، وكذلك لما جاء في الحديث الذي رواه عبيد الله بن محصن رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: "من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا"، رواه الترمذي وابن ماجة.
كما ذكّر الخطباء المصلين بأهمية المحافظة على اللحمة الوطنية ووحدة الصف واجتماع الكلمة تحت ظل قيادة هذه البلاد، وأن هذا سبباً للتآلف بين أبناء الوطن واستتباب الأمن حيث يأتي ذلك امتثالاً لقول الحق تبارك وتعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا}.
ونبّه الخطباء أيضاً على ضرورة تعزيز قيم المواطنة لدى الناشئة؛ لأنهم هم عماد المستقبل ليكونوا شركاء في البناء والتقدم الذي تعيشه المملكة في كافة المجالات، مشيرين أيضاً إلى أهمية تحصينهم من الأفكار المتطرفة وتربيتهم على الوسطية والاعتدال المتوافق مع كتاب الله وسنة رسوله الكريم.