يؤكد الكاتب الصحفي محمد المرواني أنه صُدم عندما علم أن موعد إجراء جراحة لأحد جيرانه في مستشفى المدينة العام، بعد عامين بالتمام والكمال، لافتًا إلى أن التأخير شائع في تقديم الرعاية الصحية بالمدينة المنور، رغم كل ما تقدمه الدولة من دعم لهذا القطاع، ومتمنيًا على معالي وزير الصحة، أن ينظر ويبحث عن مكمن الخلل، ولماذا كل هذا التأخير لتقديم العلاج.
وفي مقاله "مستشفيات المدينة.. مواعيد خيالية!!" بصحيفة "المدينة"، يقول المرواني: "ربما هو نوع من الخيال لشخصٍ مثلي -ولله الحمد-، ولبعض مَن عافاهم الله من إصابات الرُّكَب والملاعب، ممَّن لا ينتمون للأندية، أو لشركاتٍ قوية تدفع عنهم -من خلال التأمين- ثمن عملياتهم -على وجه السرعة- لطبيبٍ، ربما يعمل في مستشفيين حكومي وخاص!!.. ما حدث أن أحد الجيران طلب مني (فزعة)، لعلَّني أعرف أحدًا في مستشفى المدينة العام، كشفاعةٍ حسنة لتقديم موعد عمليته. حقيقةً، لقد كان الموعد صادماً لي، حيث إنه بعد عامين بالتمام والكمال، ٧٢٠ يوماً، ربما في عصر (نوح) عليه السلام، الموعد مقبول، لأعمار البشر الطويلة حينئذاك، أما في عصر التكنولوجيا والأعمار القصيرة، وهي بيد الله، أمرٌ خيالي لمن يسمع به".
ويعلق "المرواني" قائلاً: "لدينا تخصصات نادرة، ولدينا تطور رائع، حتى لا نغفل الجانب الإيجابي للصحة في بلادنا، وعندما نتكلم عن منطقة المدينة المنورة، لدينا مركز قلب عالمي، ولدينا تخصصات واستشاريون مميَّزون، ولدينا رعاية صحية أولية متطورة، ولكن نلاحظ أن هناك بعض القصور في تقديم بعض الخدمات الصحية، ونحن هنا نلتمس بعض العذر، فربما يكون هناك عجز بالكوادر الطبية، خاصة في تخصصات العظام والأسنان، حيث إن المواعيد طويلة، وما عليك إلا أن تدفع ربما لنفس الطبيب خارج دوام عمله في عيادته الخاصة، أو في المستشفى الخاص المُتعَاوِن معه، ليكون الانتظار بدل عامين، يومين".
ويؤكد الكاتب أن "المدينة المنورة مدرسة طبية لأساتذة كبار في تخصصات العظام، وبدون ذكر أسماء، حتى لا نغفل عدم ذكر أحد منهم، فهناك خمسة أو ستة أطباء على مستوى المملكة يُؤتَى إليهم من خارج المدينة، لإجراء عمليات العظام، (الأربطة والغضاريف والمفاصل)، وكلهم تخرَّجوا من مستشفيات المدينة".
ويضيف الكاتب: "هناك خلل ما أيضاً في الأشعة المقطعية، المواعيد بالشهور، وإلا الدفع للمستشفيات أو العيادات الخاصة.. وأيضاً لا نغفل مواعيد عيادات العيون الطويلة".
وينهي "المرواني" قائلاً: "عدد سكان المدينة يتجاوز عدد سكان بعض الدول، وحكومتنا الرشيدة تدعم القطاع الصحي بميزانيات ضخمة، وتتجه للخصخصة والتأمين الصحي لجميع المواطنين، وبعد ذلك يأتي دور معالي وزير الصحة، الذي نتمنى عليه أن ينظر ويبحث عن مكمن الخلل، ولماذا كل هذا التأخير لتقديم العلاج، هل هو العجز في الكادر الطبي، أم في إنشاء مستشفيات مثلاً للعيون ولطب الأسنان؟، لا ندري!.. في زمنٍ ماضي كان لدينا مستشفى للعيون، أين ذهب؟، لا أعلم، ربما أصبح قسماً بمستشفى أحد العام.. الصحة والتعليم والشؤون البلدية والقروية قطاعات حيوية وهامة، وأي قصور فيها يكون مؤثراً في حياة المجتمع".