قبل أسبوع كانت تكلفة فحص كورونا لا تتجاوز المائة ريال في المستشفيات الخاصة، بل إن بعضها تصل تكلفته بها إلى 90 ريالاً. منذ يومين ارتفعت التكلفة لتصل إلى 300 ريال وأكثر حسب وقت إعطاء النتيجة (تريدها بعد 15 ساعة أم 8 ساعات)؛ فكلما قلَّت مدة إظهار النتيجة زادت تكلفة الفحص؟!
لم يتغير شيء مطلقًا لترتفع الأسعار ثلاثة أضعاف فجأة، إنما زاد الجشع لدى أصحاب تلك المستشفيات مستغلين هذه الأزمة التي يعيشها العالم لكسب الأموال قدر المستطاع.
الدولة لم تقصِّر في شيء؛ فالمستشفيات كافة تعمل بطاقاتها الاستيعابية، ويتم تأمين المستلزمات مجانًا، والتنويم والطواقم الطبية مستنفرة على مدار الساعة لجميع المحتاجين من مواطنين ومقيمين، وكذلك فحص كورونا بالمجان للجميع، ومن المفترض أن تقف مع وزارة الصحة وتساندها في هذه المحنة تلك الشركات التجارية الخاصة (سأسميها مجازًا شركات تجارية)؛ لأنها كذلك، وما تقوم به يؤكد هذا الأمر؛ فقد تحولت من مستشفيات يُفترض أن عملها إنساني بالدرجة الأولى - ولا ننفي الفائدة المادية المعقولة - إلى مشروع تجاري بحت، يبحث عن المال بأي طريقة ممكنة.
أحد تلك المستشفيات الأهلية يعمل أكثر من ستة آلاف فحص في اليوم. إذا حسبنا القيمة من 300 ريال سنجد أنه يحقق يوميًّا (1.800.000) من فحص كورونا فقط؟!
الأسعار ارتفعت حتى لدى المختبرات الخاصة التي كانت تعمل الفحص بمائة ريال، أما حاليًا فتجاوزت الـ300 ريال!
إذا غاب الضمير لدى هؤلاء يُفترض ألا تغيب الرقابة من قِبل الجهات المعنية.