* لوحظ مؤخرًا تزايد أعداد المصابين بمرض كورونا المستجد في منطقة عسير، وهو تزايد متوقَّع، خاصة مع توافد أعداد كثيفة من السياح للمنطقة تزامنًا مع الأجواء الجميلة والمناظر الخلابة، وفي ظل استمرار تعليق الرحلات الخارجية.
أهالي المنطقة بطبعهم مضيافون، ولكن هناك توجسًا من وضع النظام الصحي بالمنطقة، وهل يستطيع التحمل؟ خاصة وهو يعاني في الأصل ضغطًا كبيرًا، فما بالك مع دخول وباء كورونا -كفانا الله وإياكم- على الخط، ثم تزايد عدد الحالات المصابة؟ ومن هنا تظهر منطقية التساؤل الذي أبداه البعض، وأهمية خروج "تطمين" من وزارة الصحة. ولعلها تكون فرصة مواتية هنا للمطالبة أكثر من أي وقت مضى بضرورة المسارعة باستكمال مشروع المدينة الطبية المتعثرة (مدينة الملك فيصل الطبية) التي بدأ العمل فيها عام 2012م، وكان مقررًا تشغيلها كمرحلة أولى عام 2017م قبل أن تتوقف، وهو ما أصاب أهالي المنطقة بالإحباط بعد أن كان يراودهم حلم اكتمال هذا المشروع العملاق الذي كان سيخفف عليهم عبء ومشقة السفر المستمر إلى المدن الكبرى التي تتوافر بها المستشفيات التخصصية.
* وبما أن الحديث يتعلق بمنطقة عسير والصيف والسياح فإنه -حقيقة- لأمر مستغرب جدًّا تكرر أزمة المياه سنويًّا. فمع بداية الصيف، وزيادة الطلب، تتكرر الإشكالية في معظم محطات توزيع المياه المحلاة في أبها وخميس مشيط وأحد رفيدة والواديين وتنومة والنماص والسرح وغيرها، وكأن الموسم أتى بصورة مفاجئة!
وقد تابع الجميع مقاطع وصورًا، تظهر تكدسًا وتزاحمًا للمواطنين في تلك المحطات. وهذا يتنافى -ولا شك- مع التدابير الاحترازية المتخذة للحد من جائحة كورونا. وبالرغم من العمل مؤخرًا بنظام التسجيل الإلكتروني إلا أنه ما زال يصطدم ببعض العقبات والمشاكل التقنية والتأخير حتى الآن.
* أخيرًا، وبما أن الشيء بالشيء يُذكر، فلعلنا نستغل الفرصة، ونوصل رسالة لرجال الأعمال، وتحديدًا المستثمرين بالقطاع السياحي، ونقول لهم: "ها قد جاءتكم الفرصة، وعلى طبق من ذهب، للترويج والتشجيع لمشاريعكم، وللسياحة الداخلية عمومًا، وتغيير الفكرة الانطباعية السائدة التي كرست أن السياحة في الخارج أرخص كثيرًا من الداخل؛ لذلك لا تضيعوا هذه الفرصة من خلال رفع الأسعار، وإقناع النفس بأنه موسم ويجب استغلاله على أكمل وجه؛ فربما تكسب اليوم ولكنك ستخسر –ولا شك- غدًا. فمن دفع 400 ريال ثمنًا لاحتساء قهوة مع عائلته فإنه حتمًا لن يعود"!