الحاج "المشاعرة": فقدت قدمَيّ ووظيفتي.. وحقّق لي خادم الحرمين الشريفين حلمي بأداء الحج

كتب رسالةً أعرب خلالها عن شعوره تجاه حكومة المملكة بكلمات نابعة من القلب
الحاج عمر المشاعرة
الحاج عمر المشاعرة
تم النشر في

الجدُّ والاجتهاد والكفاح وتحدّي الظروف؛ عنوانُ العديد من القصص المُلهمة التي قدّم خلالها متحدّو الإعاقة الجسدية، نماذجَ مُلهمة للمجتمع، وقصصًا في تحدّي المصاعب والتغلُّب عليها.

الحاج عمر المشاعرة، أحد المستفيدين من برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة، بابتسامة دؤوبة، وطموحاتٍ عالية؛ لم تمنعه إعاقته الجسدية وفقدان قدميه من التواصل مع الآخرين، بروحٍ وهمّةٍ عالية، ينتقل في مقر إقامة الضيوف، وينشر البهجة في محيط المكان.

بدأت أزمة عمر قبيل عام 2004، حينما بُترت قدمه الأولى بسبب مرض ضعف الشرايين؛ مما تسبّب في فقدانه لوظيفته كسائق شاحنات، واضطرّ لاختيار عمل آخر؛ حيث اتّجه إلى الحرف اليدوية؛ ليؤسس بنفسه حينها متجرَه الخاص الذي يصمم فيه القواعد والزخارف الخشبية بأشكال متنوعة وألوان فريدة.

وتفاقمت أزمة الحاجّ عمر في عام 2019، حينما اشتدّ عليه المرض والألم؛ مما استدعى بتر قدمه الأخرى، وواجه عمر ذلك عن طريق تعديل أدوات متجره بأن يخفض من طول المعدات، ويكمل على إثرها مسيرة رجلٍ لا يتوقّف عند المحن.

يقول الحاج عمر: لم أيأس من حياتي، بما أن الله لم يأخذ أمانته مني، فلديّ يدان للعمل جاهزتان، ولسانٌ دائمًا ما يوحّد ربه، وقلب ذاكر عابدٌ لله، وحتى إن ذهب شيء فربّي دائمًا يعوّضني بشيء آخر.

وأكّد رفضه التامّ لطلب المساعدات المالية، وأهمية أن يعمل بنفسه دائمًا ويكسب قوت يومه بجهده، حامدًا الله، عز وجل، على أنْ مدّ بعمره ليُري الناس عجائب الإيمان بالله والتوكل عليه دائمًا، منوّهًا إلى أن الله يسّره لخدمة كل إنسان يعاني أو يكون بلا طموح.

وحين وصول خبر انضمامه إلى برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة، وصف الحاج عمر شعوره حينها بـ"الفرحة الكبرى"، مشيرًا إلى أنه شعور لا يوصف وفيه من السعادة والفرح الكثير.

وقال: غمرني خادمُ الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، بلطفه، سائلًا الله عز وجل أن يطيل بعمره، وأن يجزيه خيرَ الجزاء على ما يقدمه في خدمة الإسلام والمسلمين.

وتعبيرًا عن حبّه وامتنانه لخادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، كتب عمر رسالةً، أعرب خلالها عن شعوره تجاه حكومة المملكة، بكلمات نابعة من القلب، شكر بها القيادة وجهودها تجاه الحجاج والمعتمرين، مقدمًا في الوقت نفسه شكره وتقديره لوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ممثلةً في برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين؛ نظير ما وجده من تسهيلات منذ ركوبه الطائرة لحين وصوله إلى المشاعر المقدسة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org