كانت الهند ثاني محطات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، في أولى زياراته الآسيوية عام 2019م، والتي أسست حينها عهدًا جديدًا لم تعهده علاقة السعودية بدولة الهند من قبل، حيث شهدت تلك العلاقة شراكة استراتيجية واسعة.
وكان رئيس الوزراء الهندي ناريندار مودي، في مقدمة مستقبلي ولي العهد في المطار، وترتبط السعودية والهند بعلاقات تاريخية وطيدة وتعاون مشترك يجمع البلدين منذ بدء تلك العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 1947م، بعد استقلال الهند، ومن بعدها استمرت العلاقات بينهما في القوة والنمو والترابط، ومن تلك الزيارات بين البلدين منذ ذلك الوقت إلى وقتنا الحالي:
"زيارة الملك فيصل ولي العهد آنذاك للهند في مايو 1955، زيارة الملك سعود للهند في نوفمبر عام 1955 واستغرقت 17 يومًا، زيارة رئيس الوزراء الهندي جلال نهرو للمملكة عام 1956، زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل عام 1981، زيارة رئيسة وزراء الهند أنديرا غاندي للمملكة عام 1982، زيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للهند عام 2006، زيارة رئيس الوزراء الهندي سينغ للمملكة عام 2010، زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الهند عام 2014 - ولي العهد آنذاك، زيارتان لرئيس الوزراء الهندي ناريندار مودي للمملكة عام 2016 و2018، زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للهند عام 2019م".
وتأتي زيارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إلى الهند اليوم الإثنين 11 سبتمبر 2023م، وكان في استقباله رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، وذلك عقب الانتهاء من فعاليات قمة مجموعة العشرين التي انطلقت يوم السبت الماضي في نيودلهي، برئاسة السعودية.
ويعمل في المملكة، حسبما ذكرت بعض الإحصائيات لعام 2020، حوالي 3.5 مليون هندي، ويشكلون أكثر جالية أجنبية تنخرط في سوق العمل المحلي بالمملكة، وهي أكثر العمالة تحويلات مالية إلى بلدها، ووفقاً لإحصاءات رسمية فقد ناهزت تحويلات الهنود بحسب إحصاءات البنك الدولي من السعودية 10.5 مليار دولار عام 2015م.
كما أسهم تأسيس مجلس الشراكة الاستراتيجية السعودي - الهندي، في تطوير الكثير من المجالات الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية والسياسية، بتمثيل وزاري واسع يغطي كافة مجالات التعاون المشترك بين الدولتين، بما يتناسب مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030م، منها برامج "اصنع في الهند" و"ابدأ من الهند" و"المدن الذكية" و"الهند النظيفة" و"الهند الرقمية”.
وكان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، كان قد أعلن يوم السبت الماضي، خلال اجتماع مجموعة العشرين، أنه تم توقيع مذكرة تفاهم بين المملكة والهند وأوروبا، بشأن مشروع ممر اقتصادي بينهم، مؤكدًا أن هذا المشروع سيكون تاريخًا يتحاكى عنه العالم أجمع لعدة حقب زمنية مقبلة.
ويُساهم الممر الاقتصادي في تطوير البنية التحتية وربط الموانئ وزيادة مرور السلع والخدمات وتعزيز التبادل التجاري بينهم، وذلك ضمن رؤية المملكة العربية السعودية 2030م، والتي أبهرت خططتها العالم أجمع حتى وقتنا هذا.