يختلف العَلَم الحالي للمملكة بعض الاختلاف عن عَلَمها السابق، الذي كانت رقعة نسيجه تحتوي على جزء أبيض، يمتد بعرض العَلم فيما يجاور الساري. كما كانت عبارة التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) مكتوبة على سطرين بخط غير خط الثلث، وكان العلم يتضمن أيضًا عبارة "نصر من الله وفتح قريب".
وفي عام 1393ه كلَّف الملك فيصل بن عبدالعزيز الدبلوماسي السعودي ذوي الأصول المصرية حافظ وهبة بوضع تصميم للعَلَم السعودي، يُعبِّر عن مرحلة ما بعد انتهاء توحيد أراضي السعودية، ونظام حكمها المستند إلى شريعة الإسلام؛ فأدخل حافظ وهبة تعديلات على أبعاد ومكونات تصميم العَلم، وأزال الجزء الأبيض من رقعته؛ فأصبح لونه أخضر، وجعله مستطيل الشكل، عرضه يساوي ثُلثي طوله، كما أزال عبارة "نصر من الله وفتح قريب"، وكتب عبارة شهادة التوحيد على سطر واحد بخط الثلث. وقد اعتمد مجلس الوزراء التعديلات، ووافق عليها في القرار رقم 101 بتاريخ 2 / 2 / 1393ه.
وبُنيت على التصميم الجديد للعَلم كل المبادئ القانونية، التي تضمنها "نظام العَلم" للمملكة، الذي أُقر في قرار مجلس الوزراء سالف الإشارة إليه، وتضمَّن توقير العَلم كرمز للمملكة، وتحديد طرق التعامل مع في الداخل والخارج.
ويتبوأ حافظ وهبة، الذي وُلد في القاهرة عام 1889م، مكانة مرموقة ضمن قائمة رجالات السعودية المخلصين، الذين واكبوا توحيدها وتأسيسها، وكانت لهم إسهامات ملموسة في ترسيخ دعائمها.
وقد بدأت نقطة التحول في حياة حافظ وهبة في علاقته بالسعودية وانتمائه إليها في 14 يناير 1922م، عندما أُبلغ بأن حاكم البحرين لا يرغب في بقائه في البلاد، التي كان قد انتقل إليها من الكويت، وعمل مدرسًا في إحدى مدارسها بالمنامة؛ فاضطر "وهبة" للعودة إلى الكويت على السفينة الكويتية نفسها "الأحمدي"، التي أقلته إلى البحرين، لكنه صُدم عندما أُبلغ بأنه غير مُرحَّب به في الكويت أيضًا بالرغم من إسهامه في تعليم أبنائها، وذلك طبقًا للوثيقة البريطانية رقم (11- س) الصادرة في الـ 14 يناير 1922 من الوكيل السياسي البريطاني في الكويت إلى وزارة خارجية بلاده.
شد حافظ وهبة رحاله من الكويت إلى الملك عبدالعزيز في الأحساء، وكان المؤسس قد التقاه من قبل في الكويت، وقيَّم خلال اللقاء قدراته وخبراته ودراسته العلمية؛ إذ كان "وهبة" قد تخرج في الأزهر الشريف، وتلقى العلم الشرعي على علمائه وقتئذ، ومن بينهم الإمام محمد عبده؛ فعيَّن الملك عبدالعزيز "وهبة" مستشارًا له، وأوكل إليه بعض المهام الإدارية والمالية، ثم عيَّنه سفيرًا للمملكة في بريطانيا تحت اسم وزير مفوض سعودي في لندن في عام 1930.
ومن المفارقات تعيين "وهبة" سفيرًا لدى بريطانيا، التي سبق أن نفته من مصر إلى الهند.
واستمرت إسهامات "وهبة" في بناء السعودية، ومن بينها تكليفه بوضع نظام للتعليم.