أكد رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، أن الإسلام أولى الطفل كل العناية والاهتمام؛ فهم زينة الحياة الدنيا؛ فقد قال سبحانه: ﴿ المالُ وَالبَنونَ زينَةُ الحَياةِ الدُّنيا﴾ [الكهف: ٤٦].
وتفصيلاً، شدَّد الدكتور "السديس" على أهمية مرحلة الطفولة في حياة الأمم؛ كون أطفال اليوم هم شباب الغد ورجال المستقبل. وحث رئيس الشؤون الدينية بمناسبة اليوم العالمي للطفل على ضرورة الاستمساك بمنهج الإسلام في العناية بالأطفال، وتعاهدهم منذ ولادتهم إلى أن يبلغوا ويشتد عودهم، ويكونوا قادرين على الاعتماد على أنفسهم، كما قال رسول الله ﷺ: «كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته» [متفق عليه].
وأضاف بأن رئاسة الشؤون الدينية تولي اهتمامًا كبيرًا للأطفال؛ إذ إن من استراتيجياتها المستقبلية: إقامة البرامج الدينية، والحلقات القرآنية، والدورات العلمية الملائمة لمستوياتهم العمرية، بالتعاون مع المراكز ذات العلاقة، والكوادر الوطنية المتخصصة في شؤون الطفل.
وقال الشيخ "السديس": "إن للطفولة في الإسلام تشريعات محفوفة بالرحمة، تخص الطفل، وتراعي ضعفه، وتلبي حاجته، وتحفظ حقوقه وكرامته، وتحميه من العبث والعدوانية، وتعريضه للضياع والتشرد، ووصايا والتزامات تصون له حياته، وحسن تربيته وتعليمه.. وقد ضمنت له وهو في مهده حقوقه مصداقًا لقوله تعالى: ﴿وَالوالِداتُ يُرضِعنَ أَولادَهُنَّ حَولَينِ كامِلَينِ لِمَن أَرادَ أَن يُتِمَّ الرَّضاعَةَ وَعَلَى المَولودِ لَهُ رِزقُهُنَّ وَكِسوَتُهُنَّ بِالمَعروفِ لا تُكَلَّفُ نَفسٌ إِلّا وُسعَها لا تُضارَّ والِدَةٌ بِوَلَدِها وَلا مَولودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الوارِثِ مِثلُ ذلِكَ...﴾ [البقرة: ٢٣٣]".
واستطرد: "وعلى النقيض من رحمة الإسلام بالطفل وحفظ حقوقه ما تقترفه أيدي الصهاينة المحتلين، من الوحشية والعدوان على أطفال فلسطين في غزة، وإبادتهم دون أدنى مسكة رحمة وتأنيب ضمير. وأنى تُرجى الرحمة والضمير من قلوب قاسية فظة، لا تؤمن بحقوق الطفل ولا الإنسانية، ولا تراعي الأعراف ولا المواثيق والقوانين الدولية، بل مكر وبطش كبار، والله المستعان".
وختم رئيس الشؤون الدينية حديثه بتوصية أولياء أمور الأطفال بتعاهد تربيتهم، وتجويد تعليمهم، وتنشئتهم على سماحة الإسلام وأصالة منهجه الوسط المعتدل، وغرس القيم الإسلامية فيهم، وتعظيم الحرمات والمقدسات في نفوسهم؛ حتى يكونوا صالحين في مجتمعهم ووطنهم وأمتهم.
وأوصى قاصدي وزائري الحرمين الشريفين بالاهتمام بأطفالهم، وتوجيههم بعدم التشويش على الطائفين والمصلين؛ ليسهموا في تهيئة البيئة الإيمانية التعبدية الخاشعة.