يبدأ الرئيس الكوري الجنوبي "يون سوك يول"، اليوم السبت، زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية، تعدّ هي الأولى لرئيس كوري جنوبي للرياض.
وسيجري الرئيس الكوري الجنوبي محادثات تتناول التعاون الاقتصادي والسياسي، والأوضاع الأمنية في المنطقة، مع التركيز على إحلال السلام، وتعزيز التعاون في مختلف المجالات، والسعي إلى تكثيف العمل المشترك.
وكان ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله، قد زار كوريا الجنوبية في نوفمبر الماضي، بالتزامن مع مرور 60 عامًا على إنشاء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
ويرافق الرئيسَ الكوري الجنوبي في زيارته الحالية إلى السعودية، وفدٌ من قادة الأعمال، بينهم الرئيس التنفيذي لشركة "سامسونغ" للإلكترونيات "جاي واي لي"، ورئيس مجلس إدارة شركة "هيونداي موتور" "وإي.إس تشونغ"، وغيرهما من كبار رجال الأعمال الكوريين الجنوبيين.
الجدير بالذكر أن العلاقات بين المملكة وكوريا الجنوبية تشهد تطورًا كبيرًا على مختلف المجالات السياسية والاقتصادية؛ ففي المجال السياحي بلغ عدد السياح السعوديين في كوريا هذا العام 2023 أكثر من 14 ألف سائح يقضون بالمتوسط "10.5" أيام في كوريا، وغالبًا ما يبحث هؤلاء السياح عن العلاج الطبي في المستشفيات الجامعية ومرافق الرعاية الصحية الكبيرة، بينما تستكشف عائلاتهم المعالم الثقافية في البلاد. ومع ذلك فإن الزوار من المملكة ينخرطون في المقام الأول في التسوق والتجارب الثقافية بسبب الصناعة التحويلية ذات الأسعار المعقولة في كوريا، وتصميم المنتجات بما يتناسب مع الثقافة العربية. ورغم أن المطبخ العربي يختلف بشكل كبير عن المطبخ الكوري يجري حاليًّا وضع خطط لتوسيع نطاق خيارات الطعام، بما في ذلك العروض الحلال والنباتية.
وتستمرّ المناقشات مع الفنادق والمطاعم لتقديم قوائم طعام حلال ونباتية متنوعة لإطلاق برنامج في العام المقبل يسمح للفنادق والمطاعم بالتفاوض مع بعضها البعض لتقديم مجموعة متنوعة من الأطباق النباتية والحلال. وهناك مناقشات حول إدخال مفهوم "حلال تشيلان"، وتقديم طعام حلال بجودة "ميشلان".
أما السياحة العلاجية في كوريا الجنوبية فتعدّ جزءًا حيويًّا من صناعة السياحة في كوريا الجنوبية، والقدرة على تحمل التكاليف والجودة العالية: تقدم كوريا الجنوبية رعاية طبية عالية الجودة، بما في ذلك أولئك الذين يبحثون عن علاج للأمراض الخطيرة مثل السرطان والإجراءات التجميلية. وعند مقارنتها بتكلفة الرعاية الطبية في سنغافورة والولايات المتحدة وألمانيا وغيرها من البلدان التي نشير إليها غالبًا بالدول المتقدمة طبيًّا؛ يمكن اعتبار الرعاية الطبية الكورية ميسورة التكلفة بالنسبة للتكنولوجيا. كما تعتبر السياحة العلاجية منتجًا ذا قيمة مضافة عالية؛ حيث تبلغ تكاليفها حوالي 3-4 مرات أعلى من السياحة العامة.
ويركز فريق متخصص داخل منظمة السياحة الكورية على تطوير السياحة الطبية والترويج لها. وتدرك كوريا الجنوبية أهمية تلبية التفضيلات والاحتياجات الفريدة للسياح، وخاصة من الشرق الأوسط.
ويتم بذل الجهود لتعزيز الخبرات الثقافية وتنويع الخيارات الغذائية وتعزيز صناعة السياحة الطبية المتنامية في البلاد؛ مما يساهم في نهاية المطاف في نمو السياحة والتنمية الاقتصادية في البلاد.