أكد وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ أنه لن يسمح باستغلال المؤسسات التعليمية للترويج للفكر المتطرف، أو نشر ما يخالف سياسة وتوجهات الدولة، أو استخدام المسؤولية المهنية التعليمية في غير سياقاتها الوطنية، مؤكدًا التعامل بحزم في معالجة المخالفات الفكرية، وعدم التساهل معها مطلقًا.
وقال خلال افتتاح الملتقى الافتراضي الأول للجامعات السعودية بعنوان: "تعزيز الانتماء الوطني في الأزمات" الذي ينظمه معهد الأمير خالد الفيصل للاعتدال بجامعة الملك عبدالعزيز: "إن دور الجامعات كبير في تعزيز الانتماء للوطن والولاء لقيادته الرشيدة،
من خلال مجموعة من البرامج والفعاليات المناسبة، التي تعزز الحصانة الذاتية لجميع منسوبيها، وتعزز الانتماء والولاء للوطن وقيادته، ومنح ذلك المزيد من العناية والاهتمام"، محذرًا من استغلال شبكات التواصل المجتمعي في نشر ما يُخالف توجهات الدولة، أو نقد سياساتها، أو تبني توجهات حزبية، أو التماهي مع أفكار أو جماعات متطرفة، تم تصنيفها على أنها جماعات إرهابية، وغيرها من المخالفات.
ودعا آل الشيخ إلى خلو المكتبات، والمراجع العلمية، وتوصيف المقررات، والرسائل المقدمة في الدراسات العليا، أو البحوث المعدة للنشر، من أي إشارة إلى كتب المنتمين للفكر وللحركات والجماعات الإرهابية كجماعة الإخوان المسلمين وغيرها.
وأوضح وزير التعليم أن كلمة خادم الحرمين الشريفين التي وجهها لأبنائه المواطنين يتجلى فيها حرص القيادة الرشيدة – أعزها الله - على تحقيق مصلحة هذا الشعب ورفاهيته والحفاظ على أمنه واستقراره وصحته العامة، وعد ذلك من أعلى أولياتها، مبينًا أن المملكة تُعد من ضمن الدول التي تحظى بارتفاع عالٍ في مستوى الوعي المجتمعي، وهو الأمر الذي بدا واضحًا في التعامل بمسؤولية عالية مع أزمة وباء كورونا المستجد.
وأشاد وزير التعليم بالوعي الوطني في الجامعات بعد قرار تعليق الدراسة حضوريًا، مشيرًا إلى أن الأرقام تتحدث عن درجة عالية من الحس الوطني الواعي لأعضاء هيئة التدريس والطلاب، والمتمثل في استمرار المحاضرات وإجراء التقييمات النهائية عن بُعد دون توقف، وفي ذلك ملء لفراغ وقت الطالب بالعمل الجاد.
كما تحدث معالي مدير جامعة الملك عبدالعزيز د.عبدالرحمن اليوبي عن أهمية الدور المحوري للجامعات السعودية للوصول بالإنسان السعودي إلى أعلى درجات الوطنية، وأعمق مراتب الانتماء لهذه الدولة، والولاء لقيادتها، موضحًا أن انعقاد هذا الملتقى في هذه الظروف الإنسانية الاستثنائية التي يعيشها كل العالم تحت آثار جائحة كورونا؛ إنما هو تأكيد لأهمية التلاحم الوطني، من خلال التعامل مع كل التحديات الفكرية التي يمكن أن تؤثر في مسار الانتماء الوطني في مثل هذه الأزمات.
عقب ذلك بدأت جلسات الملتقى الذي يهدف إلى إبراز جهود المملكة في إدارة الأزمات، وتسليط الضوء على أبرز التحديات الفكرية المهددة للانتماء الوطني، خصوصًا في الأزمات، وإيضاح الدور المهم للجامعات في تعزيز الانتماء الوطني لمنسوبيها.
وتناول الملتقى عدة محاور، منها تكامل مؤسسات الدولة في التعامل مع أزمة كورونا وأثره الفكري، والتحديات الفكرية في الأزمات المهددة للانتماء الوطني ودور الجامعات في معالجتها، والجامعات ودورها في تعزيز الانتماء الوطني في ظل الأزمة الراهنة، والاتزان الفكري لطلبة الجامعات في تلقي خطاب الأزمات والتعامل معها.