ظلّت العلاقات السعودية العراقية على امتداد تاريخها، إحدى ركائز الاستقرار في المنطقة؛ لقيامها على التفاهم والتعاون وحسن الجوار، وتمحورها حول تحقيق المصالح المشتركة، وتعميق الروابط الأخوية بين الشعبين، وقد حرصت قيادتا البلدين على تطوير العلاقات والوصول بها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية؛ استثمارًا للموارد والثروات المتنوعة للدولتين.
وحظيت العلاقات بنقلة نوعية على إثر اتفاق البلدين على تأسيس مجلس التنسيق السعودية - العراقي عام 2017؛ بهدف تعزيز التواصل على المستوى الاستراتيجي والارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى آفاق جديدة في المجالات: الاقتصادية والأمنية والاستثمارية والسياحية والثقافية. وقد حقق المجلس نتائج مهمة على هذا الصعيد عبر دوراته المتعاقبة، وما تخلّلها من عقد اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين الجانبين في مختلف المجالات.
وترسيخًا للتطوّر الذي تشهده العلاقات الثنائية بين الرياض وبغداد، تشارك المملكة في معرض بغداد الدولي 2024، بجناح كبير يتناسب مع مستوى العلاقات، ومع اختيارها ضيف شرف المعرض، وراعيته الماسية. ويضمّ الجناح "7" جهات حكومية، و"95" شركة سعودية عاملة في قطاعات: البناء والتشييد، والأغذية، والصحة، والتعبئة والتغليف، والنقل والخدمات اللوجستية، والتقنية.
ويشير تنوّع وتعدّد قطاعات المشاركة السعودية في المعرض إلى مستوى الشراكة الذي بلغته العلاقات، كما يشير إلى أهميته في تحقيق مصالح المملكة؛ حيث تهدف مشاركتها إلى الترويج للسلع والخدمات السعودية، وتعزيز نفاذها إلى الأسواق العراقية والإقليمية الواعدة. ومن المرجح أن يساهم المعرض في زيادة التبادل التجاري بين البلدين، بالنظر إلى حجم المشاركة السعودية، وتعدد قطاعاتها، وفي ضوء أهمية السوق العراقي.