كاتب تربوي: "التفكير الناقد" تخطى احتياج المرحلة العمرية للطلاب.. ولا بد من برامج تدريبية للمعلمين

عبدالحميد الحمادي
عبدالحميد الحمادي

ضخَّت وزارة التعليم هذا العام عددًا من المناهج التربوية الجديدة في المراحل الدراسية كافة غير أنه مع تقدُّم التجربة تعرَّضت بعض تلك المناهج لانتقادات حول مفارقات تتعلق بمستوى التأهيل الذي يحتاج إليه معلموها، وكذلك مواءمة تدرسيها مع فترات الفصول الدراسية الثلاثة، إضافة لانتقادات تتعلق بمستوى الفارق اللغوي والبلاغي الذي تضمنته تلك المناهج مقارنة بقدرات الطلاب والطالبات بين مرحلة وأخرى.

حول ذلك يعلق الكاتب المهتم بالشؤون التعليمية عبدالحميد الحمادي لـ"سبق" بقوله: "الإبداع هو القدرة على الإتيان بالأشياء المعقدة بطرق مبسطة، وهو من أرقى مستويات التفكير العليا. وتبسيط المادة العلمية وتفكيكها؛ لتصبح سهلة الاستيعاب، ليسا سهلَيْ المنال ولا صعبَي التحقيق".

وأضاف الحمادي: "على سبيل المثال وليس الحصر، دعني أشير إلى مقرر التفكير الناقد للصف الأول الثانوي لهذا العام. فمثلاً ضرورة تحديد الأولويات العلمية التي يراد من الطالب أن يتعلمها. فما الحاجة من موضوعات المناظرات والحجاج والحوار؟.. وكان بالإمكان الاكتفاء بواحد منها، كما أن هناك إسرافًا في الاقتباسات والنقولات والمقولات.. تارة من الصحف، وأخرى من كتب المفكرين والعلماء والباحثين.. وهذا قد يعزز عقلية الحفظ والتشتت. وكان بالإمكان الاهتمام بإعادة الصياغة".

وقال الحمادي: "ومن الملاحظات المهمة، ارتفاع المعاني؛ وهو ما قد يزيد المسافة الفكرية والألفة النفسية بين الطالب والمنهج.. فأفكار ابن خلدون في مقدمته، وكتاب التفكير العلمي للدكتور فؤاد زكريا، رغم أهميتهما، أعمق وأعلى من حاجة طالب في الصف الأول الثانوي. وهذا فيه تخطٍّ لاحتياج المرحلة العمرية".

وطالب الحمادي في ختام حديثه بتحسين صورة المنهج الفكرية، والتركيز على الأثرين النفسي والعقلي؛ فالنفسي من خلال التشويق والإثارة، والعقلي بوضوح الأفكار.. وهذا يتطلب جعل المادة بسيطة في معانيها بعيدًا عن الإسهاب والارتفاع والاقتباس.

ورأى الحمادي أن وزارة التعليم بالتأكيد لن يخفى عليها مع تقدم التجربة لهذه المناهج ضرورة تقديم برامج تدريبية لمعلمي مقرر التفكير الناقد، أو تسليمهم كتبًا شارحة للمنهج؛ فكيف يشرح المعلم مقررًا لم يدرسه أو يُعطَى عليه برنامجًا تدريبيًّا يؤهله لتقديمه بنجاح؟!

يُذكر أن وزارة التعليم أقرت منذ العام الماضي والحالي عددًا من المناهج الجديدة، مثل المهارات الحياتية، والمهارات الرقمية، والتقنية الرقمية، والتفكير الناقد، والفنون والمهارات الصحية والثقافية للصف الثاني الثانوي، وغيرها في المراحل كافة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org