أطلقت الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء ممثلةً في الإدارة العامة للإفتاء، مبادرتها الجديدة "دور الفتوى في حفظ الضرورات الخمس"، وفق توجيه سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ الذي أعلن إطلاق المبادرة، ضمن مبادرات الرئاسة لتعزيز وتفقيه الوعي المجتمعي.
وأكد سماحته في كلمة له بهذه المناسبة أن تلك المبادرة تأتي في سياق الدور المنوط بالرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء في توعية وتوجيه الناس، وتؤكد الأهمية الكبيرة للضرورات الخمس وتوعية الناس بفئاتهم كافة على أهميتها في حياتهم، حيث إن ما يتضمّن حفظ هذه الأمور الخمسة هو مصلحة وكل ما يُفوّت من هذه الأصول فهو مفسدة ودافع لمصلحة وتغييب لها.
وشدد على أن الشريعة "كما يعلم الجميع مبناها على الحكم ومصالح العباد في أمور معاشهم ومعادهم فهي كلها خير ورحمة وعدل وكلها لمصلحة الناس جميعاً ولهذا جاء إطلاق المبادرة الجديدة (دور الفتوى في حفظ الضرورات الخمس)؛ استكمالاً لمبادرات الرئاسة التي يتولاها مفوضي الإفتاء في مناطق المملكة.
وقال: "الشريعة الإسلامية الخالدة هي خاتمة الرسالات وهي الملّة البديعة في حقائقها، المنيعة في دقائقها، عمت الخلق رحمة ويسراً، وهداية وبشرى وإن من القضايا التي تؤرق أهل الدين وعلماء الأمة توعية الناس في مسألة الضرورات الخمس والمحافظة عليها إذ إن مقصود الشرع من الخلق هو أن يحفظ عليهم دينهم وأنفسهم وعقولهم ونسلهم وأموالهم إذ إن في حفظها مصلحة وكل ما يفوت هذه الأصول فهو مفسدة ودفعاً للمصلحة.
وأضاف: أنه في سبيل ذلك ولأهمية تنفيذ رسالة الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء ومن منطلق مسؤوليتها تجاه توعية وتوجيه الناس في أمور دينهم والحرص على ربطهم بالعلماء الثقات لأخذ العلم والفتوى عنهم جاءت هذه المبادرة المباركة (دور الفتوى في حفظ الضرورات الخمس) استكمالاً لمبادرات الرئاسة التي يتولاها إخواننا أصحاب المعالي والفضيلة مفوضي الإفتاء بمناطق المملكة، حيث تحط المبادرة في مناطق المملكة ليتم تدشينها من أمراء المناطق الذين لمست تجاوبهم ودعمهم للرئاسة وفروعها في مختلف مناطق المملكة"، سائلاً المولى سبحانه وتعالى أن ينفع بها ويجعلها خالصة لوجهه الكريم.
من جهته، قال نائب الرئيس العام للشؤون التنفيذية الشيخ فهد بن عبدالعزيز العواد: "نحمد الله ونشكره على توفيقه في نجاح مبادرة الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء التي أنهت أعمالها قبل فترة وكان عنوانها: (أخذ الفتوى من مصادرها المعتمدة) التي طافت مناطق المملكة كافة ودُشنت من قبل أصحاب السمو أمراء المناطق ولاقت قبولاً وترحيباً من المجتمع بكافة أطيافه.
وأكد أنه تتويجاً لذلك فقد وجّه سماحة مفتى عام المملكة بمواصلة أعمال الرئاسة بحكم تخصصها الشرعي وإطلاق مبادرة جديدة لا تقل أهمية عن المبادرة السابقة وقد تكون أشمل منها بحكم أنها تأتي إلى أخص الأمور في حياة الناس وهي الضرورات الخمس التي حفظها الإسلام وحرص على العناية بها وتوجيه المسلم إلى كل ما يحفظ عليه هذه الضرورات الخمس وهي الدين والعقل والنفس والعرض والمال وأن الشريعة جاءت بتحقيق مصالح العباد في المعاش والمعاد وجلب المصالح ودرء المفاسد وأن الشريعة كما يقول العلماء مبناها وأساسها على الحكم ومصالح العباد والمعاد وهي عدل كلها ورحمة كلها".
وشدد "العواد" على أن "الشريعة لها أصولها وكلياتها ومقاصدها فلا بد من معرفة ذلك وتوعية الناس إليه ليحصل للمسلم التفقه في الدين على نور من الله يقوده العلماء الثقات الذين تمت إجازتهم للتصدي للفتيا من الجهات ذات العلاقة؛ حيث سيتولى أصحاب الفضيلة مفوضي الإفتاء في مناطق المملكة إدارة هذه المحاضرات والندوات التي تبصر الناس بأهمية هذا الموضوع وهو حفظ الشريعة للضرورات الخمس.
وختم العواد بالدعاء "أن يوفق الله عز وجل القيادة الرشيدة، وأن يجزيهم خير الجزاء، وأن يوفق علماءنا لبيان الحق وتحقيق الأهداف التي على ضوئها أطلقت هذه المبادرة".