تتناول "سبق " في حلقة اليوم من ذاكرة السعودية أول تحقيق مصور عن محافظة تيماء والذي نشر في أول مجلة إخبارية أسبوعية مصورة في العالم وهي مجلة أخبار لندن؛ ظهر منها العدد الأول في يوم السبت 14 مايو 1842 وقد كانت تنشر أسبوعيا حتى عام 1971، وتقلصت إصداراتها كثيرا بعد ذلك. ثم توقفت عن الصدور في عام 2003.
وقال الباحث عبدالله العمراني لـ "سبق": قامت المجلة بعمل سلسلة تقارير وأبحاث آثارية لمختلف الأماكن في العالم وكان من بينها المواقع الأثرية بتيماء ، وجاءت تلك الأبحاث والتنقيبات كجزء من تتبع المدن البابلية القديمة وتعتبر تيماء آخر مملكات بابليون، كما جاء في التقرير.
قبل 51 عاماً
وذكر العمراني :نشر التقرير عن تيماء في تاريخ 19 أغسطس من عام 1967م قبل حوالي 51 عاماً وتضمن معلومات قيمة وصورا لم تعرض من قبل ، ويعتبر أول تحقيق مصور عن آثار تيماء في العهد السعودي ، وهنا قمت بترجمة بعض ما جاء في التقرير وليس كله وقمت أيضا بعرض بعض الصور التي تضمنها التقرير.
تيماء في الكتاب المقدس
وتابع العمراني "ذكر التقرير بأن آثار تيماء عرفت في الأدب القديم ومن وقت لآخر وصفت من قبل المسافرين، ولكن نادرا ما يتم تصويرها والتنقيب عنها فعليا . (تيماء أو تيما من الكتاب المقدس)، التي تقع على حوالي 350 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من عمان، و هي مذكورة في سفر التكوين، وأشعياء، وإرميا. وتظهر في السجلات الآشورية البابلية وترتبط خصوصا مع نابونيدوس، آخر ملوك بابل، وابنه بيلشاصر. وفي القرن الماضي زارها الرحالة تشارلز داوتي، والذي كتب عن الجزيرة العربية.
ومؤخراً زارها وقام بتصويرها دايتون، العضو المنتدب لشركة إعادة بناء سكة حديد الحجاز (عمان - ا المدينة المنورة) والتقط لها صورا للمرة الأولى.
الجدران الطينية وأشجار النخيل
وقال التقرير " نابونيدوس، حفيد نبوخذ نصر عاش هنا لفترة ونحن نعرف هذا من (مسلة تيماء) التي اكتشفها الفرنسي، هوبر، في عام 1906م والتي يتم الإحتفاظ بها الآن في متحف اللوفر كنا قد اقتربنا من تيماء من جهة الغرب، وأخذت منا عدة أيام ونحن نحاول أن نجد لها طريقا من بين تلك الأودية والتلال العميقة، كما وصلنا إلى قمة مشهد رائع قدم نفسه بالنسبة لنا.
وأضاف: " ذكر التقرير وهو يصف المكان " في الجزيرة العربية القرى تشبه بعضها البعض من حيث (الجدران الطينية وأشجار النخيل ) , وبالطبع قطعنا مسافة مئات الكيلومترات ولم نلتق بأحد من السكان الذين يعيشون في خيام سوداء ( بيوت الشعر) متنقلة وغير دائمة وكنا نعلم أنهم قليلون.
واحة تيماء
وتابع الباحث العمراني : وعلى بعد ثلاثة أميال أمكننا أن نرى أشجار النخيل التي تميز واحة تيماء. واصلنا طريقنا مع الأزقة والجدران الطينية وصلنا إلى سور تيماء العظيم حتى توقفنا عند بئر هداج العظيم , ورأينا الأجزاء المنهارة من البئر ولم يكن لأي من السكان معرفة في كيفية إصلاحه، على رأس البئر متاهة من القنوات الحجرية متصلة إلى جميع الواحة ، كما لم يكن لديهم شك أن عمره تعدى 2000 عام.
سور تيماء
وأضاف: ( لقد تضمن هذا التحقيق والاستطلاع المصور عن آثار تيماء صوراً تشكل في مضمونها أبرز المعالم الأثرية في تلك الفترة ، وعلقت المجلة على صورة بانورامية التقطتها البعثة الصحفية على بعد أميال من مدينة تيماء وقبل وصولهم إليها : (على بعد 3 أميال أمكننا أن نرى سور تيماء العظيم وهو يحيط بواحة تيماء، وفي الأفق يلوح لنا منظر لأحد التلال الذي يشبه في شكله (الزاقورة .(ziggurat) .
وعن صورة ( سور تيماء ) قالت : ( مشهد مذهل في الصحاري العربية : جدار ضخم ومرتفع مبني بطريقة الحجر الجاف (drystone) , يرتفع 10 أقدام , ويغوص 10 أقدام تحت الرمال ).
بئر هداج
كما التقطت البعثة الصحفية صورة من داخل بئر هداج تظهر مكائن الماء التي أمر بتوفيرها الملك سعود رحمه الله لأهالي تيماء أثناء زيارته لتيماء في شهر جمادى الثاني من عام 1373هـ , وشاهد اعتماد الأهالي على الجمال في نقلهم للماء من البئر وما في ذلك من مشقة عليهم فأمر بتوفير مكائن لسحب الماء من داخل البئر , وقد علقت المجلة على هذه الصورة بقولها : (بئر البابليين العظيم (بئر هداج) , يصل عمقه إلى حوالي 50 قدما, ومن خلاله يتم توفير وإيصال الماء إلى جميع أنحاء تيماء).