تمكن مجمع الدكتور سليمان الحبيب الطبي بالعليا، من استئصال ورم عظمي غضروفي من الورك باستخدام المنظار، وإعادة قدرة المشي والحركة الطبيعية لمريض في العقد الرابع من العمر، وذلك بعد معاناة على مدار عام كامل من "العرج" وصعوبة المشي والحركة، نتيجة شعوره بآلام حادة في الجهة الخارجية بالورك تزداد مع المشي الطويل، الأمر الذي أثر على جودة حياته ونومه وعدم قدرته على ممارسة مهامه اليومية بصورة طبيعية.
ذكر ذلك الدكتور يوسف بن توفيق خوجه استشاري جراحة العظام واستبدال المفاصل والإصابات الرياضية الحاصل على الزمالة الكندية في استبدال المفاصل والمناظير رئيس الفريق الطبي المعالج، والذي أضاف عند وصول المريض للمجمع تبين أنه أجرى عدة محاولات للعلاج في أكثر من مستشفى، واصفين له علاجات تحفظية ومسكنات ومضادات الالتهاب وآبر الكورتيزون لتخفيف الألم، وكذلك إجراء جلسات علاج طبيعي لمدة 3 أشهر، ولكن لم تؤدي تلك الخيارات العلاجية إلى نتائج إيجابية أو تحسن الوضع الصحي لديه.
مؤكداً أنه على الفور تم إخضاع المريض للفحص السريري، وتبين وجود شد والتهاب بالرباط الحرقفي الظنبوبي، وبإجراء مجموعة من التحاليل المخبرية والفحوصات بالأشعة السينية الرقمية (Digital X-Rays) والرنين المغناطيسي (MRI)، كشفت النتائج عن وجود ورم عظمي غضروفي حميد بطول واحد ونصف سم بمنطقة ما بين المدورين في الورك، والتهاب حاد واضح بجراب المدور الأكبر وشد بالشريط الجانبي بالورك.
وأوضح الدكتور خوجه أنه بعد إطلاع الفريق الطبي المعالج على حالة المريض، وإجراء دراسة وافية للتاريخ المرضي ونتائج الفحوصات، تم إتخاذ القرار بالتدخل الجراحي العاجل لإستئصال الورم العظمي، ووقف معاناة المريض والحد من المضاعفات الطبية المستقبلية.
مشيراً إلى أن عملية المنظار بالورك استغرقت ساعة، وتم فيها عمل فتحتين صغيرتين بالجلد وصولاً للشريط الحرقفي الظنبوبي، والبدء في تطويله مع تنظيف الجزء الملتهب من المخدة الدهنية، ومن ثم ادخال المنظار بين الشريط الجانبي وعضلات الورك الأمامي وبالإستعانة بالأشعة التداخلية إذ تم الوصول إلى الورم العظمي الغضروفي وإزالته خارج المفصل مع إجراء تنظيف لكامل المكان.
وقال الدكتور يوسف خوجه أن جهود الفريق الطبي المعالج تكللت بالنجاح التام ولله الحمد، وتلقى المريض رعاية طبية فائقة على مدار يوم خرج بعدها من المستشفى وهو بصحة جيدة، وقد انتهت لديه الأعراض السابق ذكرها، وأصبح معافى ويمشي بصورة طبيعية بفضل من الله.
شارحاً أن الأورام العظمية الغضروفية تعد من أكثر الأورام الحميدة شيوعاً، وعادة ما تتسبب في ضُعف بالعظام أو تتداخل مع حركة المفصل، أو تعمل على تخريب الأنسجة السليمة المجاورة. وفي حالة المريض المذكور أدى الورم إلى حدوث متلازمة الشريط الجانبي والتهاب المخدة الدهنية للورك، وتم اختيار علاج حالته بالمنظار وكانت النتائج ممتازة، مؤكداً على ضرورة مراجعة المرضى الذين يعانون من أعراض مشابهة للطبيب المختص لتقديم العلاج المناسب لهم.