لم تعد إيران موصومةً ومتهمة بتصدير الإرهاب بالمنطقة، بل بات يُنظر لها بأنها بؤرة لمرض كورونا تضر بالأمن الصحي لدول المنطقة وخصوصًا الخليج بعد وصول حالاتٍ للمرض هبطوا بالبحرين والكويت قادمين من طهران وعلى الرغم من مخالفتهم نظام السفر تكتموا على إصابتهم في محاولة لتضليل الجهات المعنية لكن الفطنة والحدس الذي تتمتع به الحكومة كشف حيلهم وأُحيلوا للعلاج.
فكانت السعودية كما هي سياساتها حليمةً ومتسامحةً مع مواطنيها القادمين من إيران المنهكة اقتصاديًا ويطارد الفيروس مواطنيها كل يوم، فلم تحاسبهم بل عالجتهم وتعاملت مع الموقف بإنسانية بعيدًا عن عدم التوافق مع إيران؛ فالمرحلة الحالية تتطلب علاجهم لسلامة المواطنين والمقيمين، والمرض ينتشر بالمخالطة والاحتكاك بين الأفراد، ولم تصدر بيانها المُندد بممارسات إيران بعد رصد أول حالة بل بعد تقدم الحالات والقاسم المشترك وصلوهم من هناك.
وقد أعلنت السعودية للعالم اليوم أن فؤادها مفتوح لمن خالفوا النظام وسافروا الفترة الماضية لطهران أو الموجودين حاليًا هناك وطالبتهم بالإفصاح وبذلك تسقط العقوبة، فالدولة كما احتضنت أبناءها القادمين من مناطق الصراع تعاملت مع الموقف ذاته بالمثل.
ومع تزايد الحالات القادمة من هناك، أصبحت طهران تهدد الأمن الصحي البشري للعالم، وتعمدت عدم التختيم على جوازات السعوديين المخالفين للنظام ما يعني أنها تضرب بنظام السفر والتنقل بين الدول عرض الجدران دون مبالاة لقوانين وقواعد السفر ولم تعالجهم بعد مغادرتهم، فالحالات المُسجلة اليوم لا واحدة ولا اثنتين وكأنها تتعمد تصدير هذا المرض للسعودية، فهي ملزمةٌ مع تطور الحالات أن تُفصح عن السعوديين الذي وصلوا لها والمسؤولية تقع على عاتقها لو سُجلت حالات جديدة لا قدر الله.
ومن المفترض على المجتمع الدولي التنديد بالسلوك الإيراني المُقوّض لإجراءات محاصرة المرض ومحاولات احتوائه لضمان عدم تفشيه وتسجيل ضحايا جُدد على مستوى العالم الذي عطّل بعضه أنظمته واستنفر الآخر واهتزت اقتصاديات أخرى.