أكّد الأستاذ المشارك واستشاري الأمراض الصدرية وطب النوم الدكتور سعد الشريف؛ أن النوم أحد الاحتياجات الفسيولوجية الأساسية لصحة الإنسان، مثل الطعام والشراب.
وشدّد على أنه لا يمكن أن يعيش الإنسان بصحة جسدية ونفسية جيدة، من دون الحصول على نومٍ صحي.
ووافق أمس الجمعة 15 مارس 2024م، "يوم النوم العالمي"، تحت شعار "عدالة النوم للصحة العالمية".
وقال "الشريف"؛ في تصريحاتٍ لـ "سبق": إن الفروقات الكبيرة بين الناس في الحصول على نومٍ صحي تؤثر في صحتهم الجسدية والنفسية وتُوجِد تفاوتاً كبيراً في الصحة العامة بين الناس.
ودعا إلى استغلال هذه المناسبة للتوعية بأهمية النوم وتحسين عاداته، موضحاً أنه لصحة مثلى ينبغي الحصول على نومٍ صحي.
يقول الاستشاري "الشريف": النوم الصحي له أبعادٌ متعدّدة ينبغي العناية بها، للحصول على فوائد النوم، ومنها: مدة النوم: كم تنام خلال 24 ساعة بالعادة؟ وكفاءة النوم: ما المدة التي تحتاج إليها للنوم بعد الاستلقاء على السرير؟ وهل نومك متصل؟
وقت النوم: هل تنام في وقتٍ ثابتٍ تقريباً كل يوم؟ وانتظام النوم: هل لديك أوقاتٌ منتظمة للنوم والاستيقاظ؟ والانتباه والتركيز: هل تستطيع أن تؤدي أعمالك ومهامك طوال النهار بتركيزٍ وانتباه؟ وجودة النوم: هل تشعر بأنك تحصل على نومٍ جيدٍ؟
وأوضح استشاري الأمراض الصدرية وطب النوم، أن أغلب السعوديين "رجالاً ونساءً" لا يحصلون على نومٍ كافٍ؛ فمتوسط نوم السعوديين البالغين من الجنسين، نحو ست ساعات ونصف الساعة، حسب دراسة حديثة له، وهو أقل من عدد ساعات النوم الموصى بها للصحة المثلى عند البالغين، وهي 7 - 9 ساعات من النوم "الرجال والنساء بشكلٍ متساوٍ".
وأضاف الدكتور "الشريف": بشكلٍ عام، كلما قلت الفترة التي يحتاج إليها الإنسان للدخول في النوم بعد الاستلقاء على السرير والنوم بشكلٍ متصلٍ، كان ذلك أفضل.
ولفت إلى أن الإنسان الطبيعي يحتاج بشكلٍ عام إلى أقل من 20 دقيقة، للدخول في النوم بعد الاستلقاء على السرير، والنوم بشكلٍ متصل لمدة تصل إلى 7 - 9 ساعات دون الحاجة إلى الاستيقاظ أكثر من مرة واحدة.
وتابع قائلاً: انتظام وقت النوم، ويُقصَد به الاستيقاظ في وقتٍ ثابتٍ والنوم تقريبًا في وقتٍ ثابتٍ "انتظام الساعة البيولوجية للإنسان" مهمٌ جدًا للصحة المثلى، ليس فقط لانتظام النوم والحصول على نومٍ كافٍ، بل يلعب دوراً مهماً في تنظيم كثيرٍ من الوظائف الحيوية، مثل: الجوع والشبع والهضم وإفراز الهرمونات والنواقل العصبية، وتحسين المزاج، وتعزيز المناعة.
ونبّه من أن الإخلال به يرتبط بكثيرٍ من الأمراض، مثل: السمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم والقلق والاكتئاب والخرف وغيرها.
وأشار إلى أن انتظام أوقات النوم والاستيقاظ بشكلٍ مستمرٍ، بما فيها إجازة نهاية الأسبوع والعطل، يساعد على تحسين كفاءة النوم والحصول على نومٍ كافٍ.
وقال: إن الغاية من النوم هي الشعور بالراحة وتجدُّد النشاط، وأن يستطيع الإنسان أن يؤدي أعماله ومهامه بتركيزٍ وانتباهٍ طوال النهار.
وأوضح أن عدم القدرة على التركيز والانتباه عند تأدية المهام في أثناء النهار، على الرغم من الحصول على عدد ساعاتٍ كافية من النوم، قد يدل على وجود مشكلة في جودة النوم تستلزم زيارة طبيب النوم لتقييم الحالة، وعلاجها إذا استدعى الأمر.
وواصل د. "الشريف"، لـ"سبق"، أن صعوبة الدخول في النوم أو تقطع النوم أو الإصابة باضطرابات النوم، تؤدي إلى انخفاض جودة النوم عند الإنسان وتحرمه من الاستفادة المثلي من ساعات نومه.
وأضاف: "يشعر المصاب غالباً خلال النهار بالتعب والخمول أو زيادة النعاس أو عدم القدرة على التركيز والانتباه في أثناء القيام بالأعمال والواجبات".
وأكّد أن أربعة من كل عشرة بالغين سعوديين، يعانون جودة نوم منخفضة، حسب نتائج دراسة حديثة.
كما حذّر د. "الشريف"؛ من أن انخفاض جودة النوم يؤثر بشكلٍ كبيرٍ في صحة وسلامة الإنسان وإنتاجيته، لذا ينبغي الانتباه لها والعناية بها، مشيراً إلى أن زيارة طبيب متخصص تساعد على التشخيص والعلاج.